الحلقة الثالثة
بسم الله الرحمن الرحيم وبه
نستعين، اللهم صل على محمد وآله الطاهرين
لا زلنا في الحديث عن موضوع الحلقة الثالثة
من المنطق التربوي، سأعيد عودا على بدء تعريف المنطق التربوي والذي هو عبارة عن
علم القواعد الفكرية الفطرية التي تهتم أو تنظر إلى الفعل ورد الفعل، والحلقة الأولى من هذه السلسلة كانت حول حيثية
المنطق التربوي وما هي الحاجة له، والحلقة الثانية كانت
حول موضوع الحكمة وإنقسامها إلى قسمي الوعي والسداد، وحلقة
اليوم ستدور حول مسألة النزعة الإنسانية والنزعة البهيمية، وأعود وأكرر على
أن المنطق التربوي يعتني بالأفكار الفطرية والتي هي موجودة بالفطرة، ولكن نحن
سنحاول أن نكتشف هذه الأفكار أو هذه القواعد وأن نستثمرها وليس إسقاط أفكار جديدة.
النزعة الإنسانية والنزعة البهيمية
النزعة النسانية المقصود بها كل ما يختص به
الإنسان وينفرد به عن الحيوان أو البهيمة، فالحيوان بالمصطلح المنطقي تشمل الإنسان
والبهائم.
مثلا على سبيل المثال يوجد في الإنسان قدرة العلم،
وقدرة التطور وقدرة الإبداع، يوجد في الإنسان العبادات والتدين، ويوجد في الإنسان
العقد الإجتماعي بما يضم من نظام إجتماعيي مدني، هذة بعض الأمثلة، ولكن هذه الصفات
غير موجودة لدى البهائم، فبالمقابل ماذا نجد لدى
البهائم؟ نجد الغريزة، وعندما نقول غريزة ماذا
نقصد؟ الغريزة هو الشيء المغروز والمؤسَس، فالغريزة موجودة مع البهائم، مثل
غريزة الطعام والشراب، وغريزة التزاوج، غريزة مضيعة الوقت، فبالهائم لا تفعل شيئا،
نجد لدى البهائم كذلك كثرة النوم، والعدوانية، وشريعة
الغاب، هذه كلها من الصفات البهيمية، هذه بعض الأمثلة.
فالنزعة الإنسانية إذا تندرج تحتها صفات معينة،
وكذلك الامر بالنسبة للنزعة البهيمية، وهذا الموضوع
جد خطير ومهم، لماذا؟ لأن المسألة
نسبية، فبمقدار ما تتعاظم النزعة الإنسانية تتوافر اللوازم الإنسانية، بمعنى
اللوازم الإنسانية التي أحتاجها، من سعة العلم والذكاء، النباهة،
قوة الشخصية، الشخصية
المؤثرة، التطور بنظرية الفكر الإنساني
وغير ذلك، الألفة، ألفة الشخص للآخرين، هو
يألف الآخرين، حسن الأخلاق مثلا وقوة الشخصية بإتجاه المستقبل، هذه كلها لوازم صفات
النزعة الإنسانية، فبمقدار ما توجد النزعة الإنسانية بمقدار ما توجد هذه اللوازم ،
وبالعكس، في المقلب الآخر، لو فرضنا إنسان يتعاطى صفات بهيمية، على سبيل المثال كثرة النوم، العدوانية،همه الأول الطعام والشراب
مثلا، ، وكثرة التزاوج والعلاقة مع الجنس الآخر،
فقط هذا كل مايفعله، فهذا على سبيل المثال ليس لديه طموح نهائيا فالبهائم لا طموح
لديها، هذه الصفات التي ذكرنها هي صفات بهيمية، وإذا
تمركزت هذه الصفات ماذا يحدث؟ لوزم هذه الصفات أن تتقلثص وتخف المميزات
الإنسانية عن الحيوان، فتخف عند الشخص النباهة والذكاء والخبرة
والقدرة وقوة
الشخصية والشخصية المؤثرة وإلى غير ذلك.
فالصفات الإنسانية تستتبع لوازمها، وكذلك
البهيمية تستتبع لوازمها. لذلك فالمسألة نسبية، فلو فرضنا إنسان يحاول أن يمركز
الصفات الإنسانية، فهو لا شعوريا ينطلق ويضع نفسه على سكة التطور الشخصي، والعكس
أيضا صحيح، فهو لا شعوريا يضع نفسسه على سكة الإنحدار تدريجيا. ولذلك نحد أن
المؤامرات على الشعوب المستعمَرة تركز على هذا المعنى، فإذا كان لديك نية لتدمير
شعب ما، فما عليك فعلة هو أن تركز لدبه النزعة البهيمية بما تستتبع من صفات كي
تتدمر طاقاته، وأبعده عن كل ما يسمى صفات إنسانية
والتي تميز الإنسان عن البهائم.
فالنزعة
الإنسانية إذا تحقق التطور، بينما النزعة البهيمية تولد التقهقر، وهذا هو موضوع
النزعة الإنسانية والنزعة البهيمية والذي هو صلب المنطق التربوي، وكما نرى فهو
موضوع جدا مهم وجدا خطر، وإذا تامل الإنسان فيه، فإنه يعرف كيف يستفيد منه إستفادة
تامة.
والحمد لله رب العالمين

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق