سلسلة حلقات عن المنطق التربوي



سلسلة حلقات عن المنطق التربوي

الحلقة الأولى

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين، اللهم صلعلى محمد وآله الطاهرين
المنطق التربوي، المقصود به وتعريفه: هو الأسس الفكرية الفطرية الدافعة للفعل ورد الفعل.
والفعل ورد الفعل يشمل كل من القول أو التصرف، فالمنطق التربوي في الحقيقة ينطلق من أمور فطرية محضة،
نحاول أن نتتبعها لأاجل أن نعرف ماذا يوجد في داخل الإنسان من طاقة فطرية تربوية،
وعندما نقول منطق أي طريقة التفكير التربوي، وطريقة التفكير التربوي عادة تعتمد الموجود عند كل أبناء البشر، فهو في الحقيقة علم الإنسان أو ما يسمى بالأنتربولوجيا، ولكن في جانب الصفات التربوية للإنسان.
منشأ هذ العلم أو الحاجة إليه هو الفجوة الموجودة بين الحقيقة أوالواقع وبين السلوك أو التطبيقأ هناك فجوة موجودة بين الإثنين ، ولعلها موجودة في أكثر المجتمعات، بمعنى أنه على سبيل المثال كلمة الحق كل المجتمعات تعرفها،النصيحة كذلك الأمر، ما ينبغي أن يعمل كل إنسان يعرفه، ولكن المشكلة في التطبيق، أننا نسمع الحق ولا نعمل به،
فإذا هذا هو المنشأ، فيا ترى هل توجد طريقة لجعل الإنسان ينساب بإتجاه ما ينبغي أن يعمل أو لا؟، باتجاه ما ينبغي ان يكون عليه فيما بعد أوفي المستقبل أم لا؟، أو أن المسألة تحتاج إلى عزيمة وإلى صبر  وإرادة، حتى يدرك الإنسان ما يجب عليه أن يفعله حتى يصل إلى نتيجة.
نرى مثلا أن الكبير ينصح الصغير أو الأب ينصح الإبن مثلا، أنه يجب أن تملك الإرادة ، يجب أن تملك الصبر، يجب أن تملك مثلا العزيمة، التصميم، الدأب، وإلأا فإن لم يمتلك الإنسان هذه الصفات، ينتهي به الأمر إلى غير النتيجة المطلوبة. ولكن إذا تأملنا في طبيعة الإنسان في الداخل، نرى أنه يوجد طريقة كي ينساب الإنسان بشكل طبيعي وعفوي، وتنغرس الطريقة التربوية في اللاوعي فيما بعد، تصبح ثقافة متجذرة عنده، وتصبح ثقافة متجذرة عند المجتمع، كم نتمنى أن يكون الإنسان عنده ثقافة في السلوك التربوي متجذرة في اللاوعي، وكل القضية تنطلق من قناعة راسخة الإنسان يجب ان يعمل بما يقتنع به، أما أن يقتنع به ولا يعمل به فهنا المشكلة، الكارثة أنه يوجد فجوة بين القناعة والعمل.
 فإذاً المنطق التربوي يهتم بإصلاح ذات الإنسان، يصل بثقافة هذا الإنسان بطريقة متجذرة، ويصبح يسير بطريقة إنسيابية عفوية لأجل مصلحة نفسه ومصلحة المجتمع.
لذلك المنطق التربوي ، وقد سمي منطقا بمعنى طريقة التفكير، قياسا على بقية أقسام المنطق، كالمنطق الرياضي والمنطق السياسي، والمنطق الأرسطي مثلا، كذلك نقول المنطق التربوي بمعنى طريقة التفكير التربوية، وقديما سمي المنطق منطقا، لأن بتلك القواعد يستطيع الإنسان أن ينطق ويتكلم ويجادل ويحاجج،
فهذه القواعد تعلم الكلام حسب أسسس مضبوطة وقواعد مرسومة، وسمي لذلك منطقا، إن الكلام لفي الفؤاد ولكن جعل اللسان عليه دليلا.
هذا المنطق ينقسم إلى ثلالثة أقسام، فلدينا ثلاث أبعاد لكل وجود بشري: المنطق التريدبوي الفردي، المنطق التربوي الأسري، المنطق التربوي المجتمعي. أي كيف يفكر الفرد كفرد وكيف تفكر الأسة كأسرة، والمجتمع كمجتمع.
الأساس تجاه المجتمع هو المنطق الأسري، فالمنطق الأسري هو الذي يقف موجها للفرد والمجتمع، باعتبار أن الأسرة هي المجتمع الصغير، ولكن أيضا هناك علاقة جدلية بين الفرد والأسرة باعتبار أن الأسرة الصالحة تنتج فرد صالح، والفرد الصالح يتنج أسرة صالحة. ولكن على الفرد أن يعرف كيف يفكر، حتى يعرف ماذا يفعل، والأسرة كذلك.
المنطق التربوي في الحقيقة ينطلق من عامودين أساسيين: أحدهما بشري محض، والثاني إدعائي محض. والأول هو ما يسمى بالعقل العملي، أ والمسلك العقلاني. والعقل العملي كما عرف في مكانه هو ما بنبغي أن يعمل، مقابل العقل النظري والذي هو ما يجب أن ينظر. الفرق بينهما هو أن العقل النظري هو كالعمليات الرياضية والفيزيائية و الكيميائية، عمليات نظرية صف وموطنها في الذهن، يمكن أن تستخدم في الخارج. بينما العقل العملي والذي هو ما ينبغي أن يعمل، فموطنه الخارج، موطنه الأداء، موطنه الفعل ورد الفعل.
طبعا نتيجة هذه الدورة التربوية، يصبح الإنسان على بينة من أمره في حياته، ولا علاقة له لا بالعمر ولا بالمستوى الثقافي، فهو عابر لكل المراحل العمرية والمستويات الثقافية، وهناك أيضا أمر إدعائي، ما نسميه بحقيقة التعبد، لأن هذه يتعلق بمن يؤمن بدين، فقط في هذا الجانب، ولكن نحن نعتبره أساس في المنطق التربوي.
فسنطلق إذا من المنطق التربوي الفردي، والذي بنسحب على باقي أقسام المنطق التربوي، فالمنطق التربوي الفردي هو عبارة عن المسلك العقلاني و حقيقة التعبد.
وانشاء الله في الحلقة القادمة نحاول أن نبين هذين الأمرين.
والحمد لله رب العالمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المواضيع

Blog Archive

مركز الحجة القائم للدراسات الاسلامية والاستتراتيجية 2016

يتم التشغيل بواسطة Blogger.