الشيخ والمرشد
يعتقد العرفاء أنّ السلوك لا يستقيم إلا إذا تمّ بمساعدة شيخ ومرشد، باعتباره أنّه الإنسان الكامل في الرؤية العرفانية، والسبب في ذلك أنّه مطّلع على الحقائق وعارف بالمقامات وكيفية قطعها والانتقال من واحد إلى آخر، وأنّه يمتلك القدرة على تعريف السالك وإيقافه في المواقف وإيصاله إلى المطالب من دون تعب ولا عناء، وهو الذي يعرف أيسر الطرق وأسهلها في الوصول وبه يَطْمئِنُ السالك إلى وصوله12.
يقول العارف السيد حيدر الآملي: "أما لو قصد السالك الطالب الغاية بنفسه، ومن دون معاونة شيخ، فإنّه يحتاج إلى معاناة. وربما سلك طرقًا متعدّدة لم يستطع أن يميّز الأصلح بينها، وربّما سلك طريقاً معتقدًا صلاحه فبان له بعد جهد ومزاولة أنّه لا يؤدّي إلى شيء فسلك غيره، فإن وصل فلا بدّ أن يكون ذلك بعد جهد وعناء، وربّما لم يوصله شيء ممّا سلكه من طرق إلى مقصوده"

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق