عشائر ال مسعود في ضيافة مركز الحجة القائم (عج) للدراسات الاسلامية والستراتيجية

حضر الشيخ   يوسف عبد علي سلمان الشدة المسعودي                             والدكتور علاوي المسعودي وقحطان المسعودي وبسام المسعودي والوفد المرافق معهم  في الحوزة العلمية مركز الحجة القائم (عج) وكان على رأس الاستقبال سماحة السيد أبو الغيث الحسني وعدد من أعضاء المركز .
حيث تحدث سماحة السيد حول ضرورة الدفاع عن العراق والمقدسات ودعم القوات المسلحة والأمنية والحشد الشعبي. كما حثهم على التواصل والتعاون مع أبناء المناطق الأخرى.


وأكد في كلمته أن الحوزة والمرجعية في العراق أساس الأمان لكل العالم فكونوا مع المرجعية لتنقذوا أنفسكم واهليكم من الضلالة



من فكر الامام الخميني




                                                        بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة على محمد وآله الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين.
اللهم اهدنا الصراط المستقيم الإنساني وأبرئنا من جهالة العجب وضلالة الكبر، واسمح لنا بالدخول إلى محفل الأنس لأرباب العروج الروحاني، ومقام القدس لأصحاب القلوب العرفانية، وارفع عن بصائرنا حجب الأنانية الظلمانية والانّية النورانية حتى نصل إلى المعراج الحقيقي الصلاتي للمصلّين المتضرعين، ونكبّر التكبيرات الأربع إلى الجهات الأربع للملك والملكوت، وافتح لنا أبواب الأسرار الغيبية، واكشف عن ضمائرنا أستار الأحدية لننال مناجاة أهل الولاية ونفوز بحلاوة ذكر أرباب الهداية. واصرف التعلّقات القلبية لنا عن الغير واجعلها مصروفة إليك، وأغمض عيوننا عن الأغيار الذين هم شياطين طريق السلوك ونوّرها بجمالك الجميل إنك ولي الهداية والتوفيق.
وبعد. فهذا التائه في وادي الحيرة والجهالة والمقيد بتعلقات الإنية والأنانية والمدهوش من خمرة التذوّت والتكبر والغافل عن المقامات المعنوية وعالم الوجود، قد أخلصت إرادتي أن أحرر نبذاً من المقامات الروحية للأولياء العظام في هذا السلوك الروحاني والمعراج الإيماني العرفاني.
وأنا بنفسي وإن قنعت من جميع المدارج والمعارج بألفاظها وتركيباتها، ولم أتحلّ بشيء من المقامات الخلقية والروحية لأهل القلوب ولكن بمقتضى أحبّ الصالحين ولست منهم، أزيّن هذه الأوراق بذكر المحبوب، فلعلَّ هذا التذكر بلا لبّ والقشر بلا معنى، يكون مشفوعاً بإظهار العجز والتضرّع فينال هذا المبتلي بالآمال والأماني بطرف خفي من أرباب النظر والأولياء الكُمّل عليهم السلام، فيجبر النقص في ما بقي من العمر وعلى الله التكلان.
وقد جعلته مشتملاً على مقدمة ومقالتين وخاتمة.المقدمة
· وفيها ستة فصول:
الفصل الأول: في تطبيق مقامات الصلاة على مقامات الإنسان
اعلم أنه كما للإنسان مقامات ومدارج فإن له باعتبار مقامين: مقام الدنيا والشهادة ومقام الآخرة والغيب. فأحدهما ظلّ الرحمن والآخر ظلّ الرحيم وبحسب هذا الاعتبار فالإنسان واقع في ظل جميع الأسماء ذوات الظل، ومربوب للأسماء الربوبية، وفي حيطة اسمي الرحمن والرحيم كما جمع ذلك سبحانه في الآية الشريفة: {بسم الله الرحمن الرحيم}
ويقول العرفاء ظهر الوجود ببسم الله الرحمن الرحيم. وهذان المقامان ابتداء من ظهور المشيئة المطلقة من مكامن الغيب الأحدي إلى مقبض الهيولى، أو مقبض الأرض السابعة (التي هي عبارة عن حجاب الإنسانية على طريقة العرفاء الشامخين) وهذا أحد قوسي الوجود. ومن مقبض تراكم الفيض إلى منتهى النهاية لغيب المشيئة وإطلاق الوجود، وهذا هو القوس الثاني موجودة في الإنسان الكامل.
فالإنسان الكامل بحسب هذين المقامين: أي مقام الشهادة والظهور بالرحمانية، ومقام الغيب والظهور بالرحيمية، هو تمام دائرة الوجود. (ثم دنا فتدلّى فكان قاب قوسين أو أدنى). وأحد هذين حقيقة ليلة القدر وسرّها لأن شمس الحقيقة في حجاب التعيّنات، والآخر حقيقة يوم القيامة لأنه بروزها وطلوعها من أفق حجاب التعيّنات وهما اليوم والليلة الالوهيان. وباعتبار آخر، للإنسان ثلاثة مقامات: الأول، مقام الملك والدنيا. والثاني، مقام البرزخ. والثالث، مقام العقل والآخرة. وهذه المقامات الثلاثة في الإنسان الكامل هي مقام تعيّنات المظاهر والآخر مقام المشيئة المطلقة التي هي برزخ البرازخ. وباعتبار، عبارة عن مقام العماء والثالث مقام أحدية جمع الأسماء ويمكن أن تكون الآية الشريفة: (بسم الله الرحمن الرحيم) إشارة إلى هذه المقامات الثلاثة (فالله) مقام أحدية الأسماء و(اسم) مقام البرزخية الكبرى. وأما المشيئة فهي التعينات الرحمانية والرحيمية.
وباعتبار آخر له أربعة مقامات: الملك والملكوت والجبروت واللاّهوت.
وباعتبار آخر له خمسة مقامات: الشهادة المطلقة والغيب المطلق والشهادة المضافة والغيب المضاف ومقام الكون الجامع طبقاً للحضرات الخمس المتداولة في لسان العرفاء.
وباعتبار آخر له سبعة مقامات وهي المعروفة بالمدن السبع للعشق والبلاد السبعة للوجود في ألسنة العرفاء. وبالاعتبار التفصيلي له مائة منزل أو ألف منزل وتفصيلها خارج عن مجال هذا المختصر.
فكذلك هذه المقامات موجودة حذو النعل بالنعل للصلاة التي لها في العبادات والمناسك الإلهية مقام الجامعية والعمودية، وذلك لأن جميع المقامات المعنوية الإنسانية على حسب سفره المعنوي من منتهى النزول في العالم الملكي الذي هو بيت النفس المظلم، إلى الغاية القصوى والمعراج الحقيقي الروحاني وهو الوصول إلى فناء الله.
إنّ براق سير أهل المعرفة ورفرف عروجهم الصلاة ولكل واحد من أهل السير والسلوك إلى الله صلاة مختصة به، وله من صلاته حظ ونصيب على حسب مقامه كما أن غيرها من المناسك كالصوم والحج، هو كذلك وان لم تكن جامعيّته كالصلاة. (الطرق إلى الله بعدد أنفاس الخلائق) وليس لغيرهم الذين لم يصلوا إلى ذلك المقام حظٌ من صلاتهم بحيث أن صاحب كل مقام ونشأة إن لم يترجل من مركب العصبية والأنانية ينكر غيره من المراتب، ويرى غير الذي هو متحقّق به من بقية المقامات باطلاً وحشواً. كما أن من لم يصل إلى المراتب والمقامات الإنسانية ولم يخرج من حجاب الأنانية ينكرها أيضاً ويحسب معارج أهل المعرفة ومدارجهم تافهة وهذا من أكبر عوائق السير إلى الله، وأعظم موانع الارتقاءات الروحية والمقامات الروحانية، وإن النفس الأمارة بواسطة حبها لنفسها ولزخارف الدنيا تبقى في الحجاب الظلماني وتساعدها الوساوس الشيطانية حتى تخلد إلى الأرض.
حتى أن الأمر يصل بذلك المنكر أحياناً إلى أن يرى صلاة الأولياء الكمّل وصيامهم نظيرة لصلاته وصيامه وإن اعتقد أن ما يميّز بين فعلهم وفعل نفسه إنما هو الآداب الظاهرية فقط كحسن القراءة وطول الركوع والسجود وغيرها التي هي صورة الصلاة،وإذا تجاوز في الميز عن هذا الحدّ فيرى غاية الامتياز بإقبال القلب عند الصلاة والتفكر في المعاني والمفاهيم العرفية لها من دون أن يكون له أيّ إطّلاع على حضور القلب ومراتبه وأسراره وكيفية تحصيله، أو أن يكون هو في صدد تحصيله ورفع موانعه وتحصيل مقتضياته ولو بالمقدار الذي اصطنعه لنفسه. على أن صلاة الأولياء عليهم السلام لا تستقيم في أوهامنا وإن أول مرتبة من مراتب عبادتهم وهي المرتبة المعمولة الشائعة لهم هي عبادة الأحرار ولهم في هذا السير المعنوي إلى الله مقامات ومدارج أخرى نشير إلى بعضها بعد ذلك.
وبالجملة إن للصلاة مقامات ومراتب بحيث تكون صلاة المصلي في المرتبة التي هو فيها تختلف عن صلاته في المرتبة الأخرى اختلافاً كبيراً، كما أن مقامه يختلف مع سائر المقامات اختلافاً كثيراً. فما دام الإنسان في صورة الإنسان وهو إنسان صوري فصلاته أيضاً صورية. وصورة الصلاة وفائدتها إنما هي بالنسبة إلى صحتها الفقهية وكونها مجزيةً بالأجزاء الصورية الفقهية هذا إذا قام بجميع أجزائها وشرائط صحتها وعلى الرغم من أنها فاقدة لشرائط القبول وغير مرضية من الله تعالى. فإذا تجاوز المصلي من المرتبة الظاهرية إلى المرتبة الباطنية وعن الصورة إلى المعنى فتكون صلاته صلاة حقيقية بمقدار ما هو متحقق فيها من معنى الصلاة وباطنها وسرّها. بل على ما أشرنا إليه من أن الصلاة هي مركب السلوك وبراق السير إلى الله فينعكس الأمر بمعنى أن الصلاة ما دامت صورة الصلاة ولم تتحقّق بمرتبتها الباطنية وسرها فالإنسان المصلي بها أيضاً إنسان صوري ولم يتحقق بحقيقة الإنسانية. فالميزان في كمال الإنسانية وحقيقتها هو العروج إلى المعراج الحقيقي والصعود إلى أوج الكمال والوصول إلى باب الله بمرقاة الصلاة. فيلزم لمؤمن الحق والحقيقة والسالك إلى الله بقدم المعرفة أن يهيئ نفسه لهذا السفر المعنوي والمعراج الإيماني، وأن يتزوّد بما يلزمه من العدّة والمؤونة والمعونة، ويبعد عن نفسه العوائق والموانع للسير ويقطع هذا الطريق مع الجنود الإلهية ومصاحب موافق ليكون مصوناً ومحفوظاً من الشيطان وجنوده الذين هم قطاع طريق الوصول، ونحن نبيّن بعد ذلك المصاحبة والمصاحب ونبيّن الجنود الإلهية في أسرار الأذان والإقامة.
ومحصّل مقصودنا من هذا الفصل أن للصّلاة بل لجميع العبادات غير هذه الصورة وهذا القشر والمجاز لباطناً ولباً وحقيقة وهذا معلوم من طريق العقل وله شواهد كثيرة من طريق النقل، وذكر جميعها خارج عن مجال هذه الأوراق ولكن نزيّن هذه الأوراق بذكر بعض منها.
فمنها الحديث المشهور (الصلاة معراج المؤمن) ومن التفكر والتدبّر في هذا الحديث الشريف يفتح لأهله أبواباً محجوبون ومحرومون من أكثرها، وتستفاد جميع البيانات السابقة من هذا الحديث الشريف.
ومنها الحديث الشريف في الكافي بإسناده عن أبي عبدالله عليه السلام قال: العبادة (كتاب الوسائل).
" إن العباد - نسخة الكافي" ثلاثة:قوم عبدوا الله عز وجل خوفاً فتلك عبادة العبيد،وقوم عبدوا الله تبارك وتعالى طلباً للثواب فتلك عبادة الأجراء، وقوم عبدوا الله عز وجل حبّاً له فتلك عبادة الأحرار وهي أفضل العبادات).
وأيضاً في الوسائل عن (العلل والمجالس والخصال) للشيخ الصدوق رضوان الله عليه بإسناده عن أبي عبدالله عليه السلام قال الصادق جعفر بن محمد عليه السلام " إن الناس يعبدون الله عزّ وجل على ثلاثة أوجه: فطبقة يعبدونه رغبة في ثوابه فتلك عبادة الحرصاء وهو الطمع،وآخرون يعبدونه خوفاً من النار فتلك عبادة العبيد وهي الرهبة، ولكني أعبده حُباً له عز وجل فتلك عبادة الكرام وهو الأمن لقوله عز وجل {وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ} (النمل89). ولقوله عز وجل {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} (آل عمران/31) فمن أحب الله عز وجل أحبّه الله ومن أحبّه الله تعالى كان من الآمنين". وفي نهج البلاغة أيضاً ما يقرب من هذه المضامين. ومنها قول الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم "اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك" وهذا القول إشارة إلى مقامين من حضور القلب في المعبود كما سيأتي. وعنه صلى الله عليه وآله " إن الرجلين من أمتي يقومان في الصلاة وركوعهما وسجودهما واحد، وإن ما بين صلاتيهما ما بين السماء والأرض". وعن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه كان يقول "طوبى لمن أخلص لله العبادة والدعاء ولم يشغل قلبه بما تراه عيناه ولا ينسى ذكر الله بما تسمع أذناه ولم يحزن صدره بما أعطى غيره". ونحن نذكر الإخلاص بعد ذلك إن شاء الله.
فبعد التدبر في هذه الأحاديث الشريفة والتفكّر في أحوال أئمة الهدى سلام الله عليهم وأنهم كانوا في وقت أداء هذه الأمانة يتغير لون بعضهم وترتعد فرائص بعضهم الآخر، ويغشى على بعضهم وقد غفلوا عن ما سوى الله بكلّيتهم حتى عن ملك البدن ومملكة وجودهم. ليُعلَمُ أن حقيقة هذه العبادات الإلهية والنسخة الجامعة التي رتبت بالكشف المحمّدي لاستخلاص هذه الطيور القدسية من قفص الطبيعة الضيق، ونزّلت على قلبه المقدس ليست هذه الصورة الدنيوية والهيئة الظاهرة الملكية، لأن هذه الصورة يستطيع أن يقوم بها بشرائط الصحة والكمال الصوري لها كل عالم يعرف المسائل، وكل عامّي تعلّم الأبجديّة ويخرج عمّا في عهدته ويبرئ ذمته ولا يحتاج إلى هذا المقدار من تغيّر الألوان وارتعاد الفرائص ولا معنى للخوف والخشية من القصور والتقصير ونحن نختم هذا الفصل بذكر حديث واحد يكفي لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
عن كتاب فلاح السائل للعارف السالك المجاهد ابن طاووس رضي الله عنه قال جاء في الحديث أن رزاما مولى خالد بن عبدالله الذي كان من الأشقياء سأل الإمام جعفر بن محمّد عليه السلام بحضرة أبي جعفر المنصور عن الصلاة وحدودها. فقال عليه السلام " للصلاة أربعة آلاف حدّ لست تفي بواحد منها فقال أخبرني بما لا يحل تركه ولا تتم الصلاة إلا به فقال عليه السلام لا تتم الصلاة إلا لذي طهر سابغ،وتمام بالغ غير نازغ ولا زائغ، عرف فأخبت فثبت وهو واقف بين اليأس والطمع والصبر والجزع، كأنّ الوعد له صنع والوعيد به وقع. بذل عرضه وتمثل غرضه، وبذل في الله المهجة وتنكّب إليه المحجّة غير مرتغم بارتغام يقطع علائق الاهتمام بعين من له قصد واليه وفد وعنه استرفد. فإذا أتى بذلك كانت هي التّي تنهى عن الفحشاء والمنكر " الحديث. ويطول بيان هذا الحديث الشريف على مسلك أهل المعرفة وتطبيقه مع أركان الصلاة ومقاماتها ولعلنا نشير إلى بيان بعض فقراته في بعض المقامات. فلو كانت هذه الحدود أربعة آلاف التي ذكرها الإمام الصادق عليه السلام من الحدود الظاهرية والآداب الصوريّة لم يقل لست تفي بواحد منها لأنه من المعلوم أن كل أحد يستطيع أن يقوم بالآداب الصورية للصلاة لكن قطع العلقة عن غير الحق والوفود إلى حضرته وبذل المهجة في سبيله وترك الغير والغيرية بالمرّة من الأمور التي لا تتيسر لكل أحد سوى لأهل المعرفة وأصحاب المعارف الإلهية والأولياء الكمّل المحبّين والمجذوبين فطوبى لهم ثم طوبى لهم وهنيئاً لأرباب النعيم نعيمهم.الفصل الثاني: في بيان الفرق بين السالك والواصل في الصّلاة
قد تبيّن واتضح عند أرباب المعارف الإلهية أن الإنسان السالك ما دام في السير إلى الله والسلوك إلى جانب الله، فصلاته وكذلك سائر مناسكه تفترق عن تلك التي للولي الكامل الذي أنهى سيره ووصل إلى الغاية القصوى للعروج الكمالي والمعراج الروحي المعنوي، ووضع قدمه في محفل أنس (قاب قوسين) لأن السالك ما دام في السلوك والسير إلى الله فصلاته براق العروج ورفرف الوصول. وبعد الوصول تكون صلاته خارطة التجليات وصورة مشاهدات جمال المحبوب من دون إعمال رويّة في تركيبها بل تكون من قبيل سراية حكم الغيب إلى الشهادة وظهور آثار الباطن في الظاهر كما قال المحققون من الفلاسفة في حق تدبير العالم العقلي بالنسبة إلى عالم الملك، مع أن الأعلى لا يتوجه إلى الأدنى: ان تدبيراتها لهذا العالم تدبير تبعي استجراري بل التدبيرات للمناسك الإلهية عند أصحاب القلوب وأرباب المعرفة تابعة للتجليات الأسمائية والصفاتية والذاتية.
وبالجملة إن للمستغرقين في مشاهدة جمال الجميل تجلّيات غيبيّة تحصل منها الحركات الشوقية في سرّ قلوبهم، وتحصل من تلك الاهتزازات السّريّة القلبية آثار في ملكهم تكون تلك الآثار بمناسبة كيفية التجليات مطابقة لإحدى المناسك والعبادات، وهؤلاء مع أنّهم لا يتوجهون إلى كيفية شيء منها توجهاً استقلالياً لا يتغيّر جزء أو شرط من آدابها الصورية ولا ينقص ولا يزيد شيء منها، ولا تكون مخالفة للمقررات الشرعية كما أن الرسول الخاتم صلى الله عليه وآله في صلاته المعراجية لمّا رأى من أنوار العظمة والتجلّي الذاتي الغيبي سجد وغشي عليه مرّات كما نشير إلى ذلك فيما يأتي.
ومثل هذه الجذبة الروحية والفناء الكلّي مثل حال العاشق المجذوب وحركاته العشقية، ومثل العدو كامل العداوة وحركاته البغيضة فإن حركات كل منهما وأعمالهما ليست عن رويّة وتفكر في مقدماتها، فليس للعاشق في كيفية مغازلته أن يمهّد مقدمات ويصل منها إلى النتيجة بل حقيقة العشق نار تطّلع على فؤاد العاشق وتسري جذوتها إلى سرّه وعلانيته وباطنه وظاهره. وتلك التجليات الحبيّة في سرّ القلب تتجلّى بصورة المغازلة في الظاهر (الإناء يرشح بما فيه). فكذلك حال مجذوب مقام الإحدية وعاشق الجمال الصمدي. فان الجذبات الباطنية للمحبوب والتجليات الحبيّة للحبيب التي تظهر في الملك الظاهر للعاشق وتتصوّر في مملكة شهادته تشكل هذه المخطَّطة الصلاتية فإن إصابه حال أو حصل له وضع غير هذه الأوضاع والأقوال التي كانت للمجذوب الحقيقي والواصل الواقعي الرسول الخاتم صلوات الله عليه في هذه المكاشفة الروحانية والمغازلة الحبيّة فهو من تصرفات الشيطان ويكشف عن وجود شئ من الإنّية والأنانية وبقية منها للسالك في سلوكه ولا بدّ له إذاً من الجدّ في علاجها وترك طريق الضلالة. فالصلاة التي ينسبها بعضهم إلى العرفاء وتسمى بصلاة السكوت وترتيب خاصّ، يمثّلون ألف الله في حيال وجههم وبعدها اللاّم وبعدها الهاء وبعدها المجموع بترتيب خاص على عدد الحضرات الخمس. فهي على فرض صحة النسبة محصول جهل من صنف ذلك المعجون المبتذل.
وبالجملة لا يتصوّر كشف أتمّ من كشف النبيّ الخاتم (ص) ولا سلوك أصح ولا أصوب من سلوكه (ص) فلا بدّ أن تترك المركّبات غير المنتجة التي هي نتيجة العقول السخيفة لمدّعي الإرشاد والعرفان. كان شيخنا العارف الكامل شاه آبادى روحي فداه يقول: " إن جميع العبادات عبارة عن إسراء ثناء الحق جلّت عظمته إلى النشأة الملكية للبدن، وكما أن للعقل حظّاً من المعارف وثناء المقام الربوبي وللقلب حظاً وللصدر حظّاً كذلك فلملك البدن أيضاً حظ وهو عبارة عن هذه المناسك، فالصوم ثناء ذات الحق تعالى بالصمدية، وظهور ثنائه بالقدوسيّة والسبوحية، كما أن الصلاة ولها مقام الأحدية الجمعية والجمعية الأحدية ثناء على الذات المقدسة بجميع الأسماء والصفات " انتهى ما أفاده دام ظلّه. فعلم من البيانات السابقة أن ما هو معروف عند بعض أهل التصوّف من أن الصلاة وسيلة معراج وصول السالك، والسالك بعد الوصول ليستغني عن الرسوم أمر باطل بلا أصل وتخيّل بلا رويّة وبلا لبّ ومخالف لمسلك أهل الله وأصحاب القلوب وصادر عن الجهل بمقامات أهل المعرفة وكمالات الأولياء نعوذ بالله منه.الفصل الثالث: في بيان سر الصلاة الإجمالي
إن الصلاة مركبة بحسب صورتها الملكية من أوضاع وهيئات وأذكار وقراءة وأدعية كما هو واضح وإن كانت بحسب ملكوتها ذات وحدة وبساطة، وكلما قربت من أفق الكمال تكون وحدتها أكمل حتى تنتهي إلى غاية الكمال التي هي حصول قيامتها الكبرى وسنشير إلى هذا المطلب بعد هذا إن شاء الله تعالى.
ووحدة الصور الملكية تابعة لوحدة الصور الملكوتية الغيبية كما قرّر في محله، والوحدة التامة للصور الملكية تحصل بفنائها في باطن الملكوت ويعبّر عنه بالقيامة الصغرى. ولكل من هذه الأوضاع والأذكار أسرار بالتفصيل نذكر بعضها بعد ذلك إن شاء الله بقدر الميسور والمقتضى. ونكتفي في هذا المقام بالسرّ الإجمالي لصلاة أهل المعرفة وأهل الله وهو عبارة عن حصول المعراج الحقيقي والقرب المعنوي والوصول إلى مقام الفناء الذاتي الذي هو في الأوضاع يحصل في السجدة الثانية التي هي فناء عن الفناء، وفي الأذكار يحصل بإيّاك نعبد الذي هو مخاطبة حضورية،كما أن رفع
الرأس من السجدة إلى التسليم الذي هو علامة ملاقاة الحضّار والرجوع من السفر هو رجوع إلى الكثرة ولكن مع السلامة من حجب الكثرات ومع البقاء في الحق. واهدنا الصراط المستقيم في الأذكار رجوع إلى النفس وحصول الصحو بعد المحو ويتمّ السفر بإتمام الركعة التي هي حقيقة الصلاة.
وليُعلم أن أصل الصلاة ركعة واحدة وبقية الركعات من الفرائض والنوافل إنما هي لإتمام تلك الركعة الواحدة كما ورد في الحديث الشريف.
روى الشيخ العاملي في الوسائل عن عيون الأخبار والعلل بإسناده عن الرضا عليه السلام قال" إنّما جعل أصل الصلاة ركعتين وزيد على بعضها ركعة وعلى بعضها ركعتان ولم يزد على بعضها شئ لأن أصل الصلاة إنّما هي ركعة واحدة. لأن أصل العدد واحد فإذا نقصت من واحد فليست هي صلاة. فعلم الله عزّ وجل أن العباد لا يؤدون تلك الركعة الواحدة التي لا صلاة أقل منها بكمالها وتمامها والإقبال إليها، فقرن إليها ركعة أخرى ليتمّ بالثانية ما نقص من الأولى ففرض الله عزّ وجل أصل الصلاة ركعتين، ثم علم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن العباد لا يؤدّون هاتين الركعتين بتمام ما أمر به وكماله فضمّ إلى الظهر والعصر
والعشاء الآخرة ركعتين ركعتين ليكون فيها تمام الركعتين الأوليين" الحديث.الفصل الرابع: في بيان حضور القلب ومراتبه
ربّما كان من المناسب في هذا المقام أن أشرح المصطلحات الرائجة للقلب عند الأطبّاء والحكماء والعرفاء وأهل الشرع وفي لسان القرآن. ولكن لمّا كان لا يترتب عليها فائدة كثيرة ويطول ذيل الكلام فيها رأيت أنّ شَدّ عنان القلم عنها وصرفه في بيان حضور القلب ومراتبه أولى.
فلا يخفى على أرباب البصيرة والمعرفة وعلى المطلع على أسرار أخبار أهل بيت العصمة والطهارة أن روح العبادات، وكمالها وتمامها بحضور القلب وإقباله، ولا تكون أي عبادة بدونه مقبولة للحضرة الأحدية ومورداً لنظر اللطف والرحمة، وتكون ساقطة عن درجة الاعتبار. وسنذكر في الفصل الآتي بعد ذلك الأخبار والأحاديث الراجعة إلى هذا المدّعى بالقدر المناسب. وكما أن كمال كل موجود ونقصه ونورانيته وكدورته بصورته النوعية وكماله الأخير، وأنّ الميزان في كمال الإنسان ونقصه وسعادته وشقاوته كمال النفس الناطقة ونقصها التي هي النفحة الإلهية والروح المجرّد الأمري للإنسان، كذلك مطلق العبادات وبالخصوص الصلاة التي هي احدى التركيبات القدسية التي ركبّها وسوّاها الحق تعالى بيدي الجلال والجمال، يكون كمالها ونقصانها ونورانيّتها وظلمانيّتها مرتبطة بروحها الغيبي ونفحتها الإلهية التي تنفح فيها بواسطة النفس الناطقة الإنسانية. وكلما كانت مرتبة الإخلاص وحضور القلب اللذين هما الركنان الركينان للعبادة أكمل يكون الروح المنفوخ فيها أطهر وكمال سعادتها أكثر وصورتها الغيبيّة أنور وأكمل. وكمال عمل الأولياء عليهم السلام إنّما كان بواسطة الجهات الباطنيّة وإلاّ فصورة العمل ليست لها الأهميّة الكثيرة، فإن نزول عدة آيات من السورة المباركة هل أتى مثلاً في مدح علي عليه السلام وأهل بيته الطاهرين ليس بسبب إعطاء قرص من الخبز وإيثارهم به بل كان للجهات الباطنية ونورانية صورة العمل كما أشار إلى ذلك في الآية الشريفة حيث يقول {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلاَ شُكُورًا} (الإنسان9). بل إن ضربة عليّ عليه السلام التي هي أفضل من عبادة الثقلين ليست أفضليّتُها بصورتها الدنيوية بحيث لو صدرت من غيره لكانت أفضل أيضاً وإن كان نفس العمل بلحاظ موقعه. وفي حين تقابل الكفر والإسلام كان مهمّاً ولعل الأمر لولا تلك الضربة كان سيؤول إلى تمزق حبيكة جند الإسلام ولكن العمدة في فضيلتها وكمال عمله عليه السلام إنما كان بسبب حقيقة الخلوص وحضور قلبه عليه السلام في إتيانه هذه الوظيفة الإلهية، ولهذا اشتهر منه عليه السلام أنّه لمّا استولى الغضب عليه بتجاسر الملعون امتنع عن قتله حتى لا يكون في عمله شائبة من الإنيّة وجانب (يلي الخلقي) مع أن غضبه وهو ولي الله المطلق غضب إلهيّ ولكنه مع ذلك أخلص العمل عن التوجه إلى الكثرة وأفنى نفسه بكلّيتها في الحق فوقع العمل بيد الحق، والعمل بهذه الصفة لا يمكن أن يوزن بميزان وأن يقابله شئ. وسنورد شرحاً لهذا الموضوع في باب النيّة إن شاء الله ونصرف القلم إلى بيان مراتب حضور القلب وله مراتب ومقامات كثيرة فنبيّن. مراتبه الكليّة على سبيل الإجمال وبطريق النموذج لا الحصر.
وليعلم أن العبادات مطلقة هي ثناء على المقام المقدس الربوبي وعلى مراتب الثناء وترجع كلياً إلى الثناء على الذات والثناء على الأسماء والصفات أو الثناء على التجلّيات تنزيهاً أو تقديساً أو تمجيداً، وليست عبادة من العبادات بحسب السرّ والحقيقة خليّة عن مرتبة من ثناء المعبود. فبناءً على هذا تكون أول مرتبة لحضور القلب في باب العبادات حضور القلب في العبادة إجمالاً وهي ميسورة لكل إنسان. وحضور القلب في العبادة هو أن يفهم الإنسان قلبه أن باب العبادات باب ثناء المعبود، ويوجّه قلبه من أول العبادة إلى آخرها إلى هذا المعنى إجمالاً وهو الاشتغال بثناء المعبود ويحضّر قلبه وان كان هو لا يعلم بكيفية ثنائه وأنه بأيّ شئ ومع أيّ شئ يثني على الذات المقدسة، وأنّ هذه العبادة هل هي ثناء الذات أو ثناء الأسماء أو غيرها، وهل هو ثناء تقديسي أو تحميدي ومثله كمثل شاعر يمدح أحداً بقصيدته ويعلّم طفلاً أن هذه القصيدة هي لمدح فلان ولكن الطفل لا يدري كيف مدح الشاعر الممدوح وبأيّ شئ مدحه ولكنه حين قراءته القصيدة يعلم إجمالاً أنه يمدحه وإن لم يعلمه تفصيلاً.
فكذلك أطفال مدرسة المعارف المحمدية صلى الله عليه وآله وسلم الذين يمدحون الله في محضره المقدس بالمدائح والثناءات التي كشفت بالكشف التام المحمدّي وأُفيضت على قلبه الشريف بالوحي والإفاضة من حضرة الحق جل جلاله وإن كانوا لا يعلمون كيفية ثنائهم وبماذا يثنون ولماذا يمدحون. ولكن أول مرتبة لكمال عبادتهم أن تحضر قلوبهم في العبادة بأنّنا نثني على الله تعالى بما أثنى الحق تعالى به على نفسه وما كان الخواص عنده سبحانه رطاب اللسان به. بل لو كان الثناء نيابة عن لسان الأولياء لكان الأفضل لكونه حينئذ خالياً من شوائب الكذب والنفاق، لأن في العبادات وخصوصاً في الصلاة ثناءات مشتملة على الدعاوى لا يقوم بها إلاّ الكمّل من الأولياء والخلّص من الأصفياء، كالقول في أذكار الصلاة: وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض وكقول الحمد لله وإياك نعبد وفي الأوضاع مثل رفع اليد في التكبيرات
والسجدة وغيرها التي يأتي بيان كل منها في محله إن شاء الله. ولا تتيسر تلك الدعاوى لكلّ أحد ونظائرها في الأدعية الشريفة الواردة من الناحية المقدسة للأئمة الأطهار سلام الله عليهم كثيرة ولا يتيسر الدعاء بتلك الأدعية لكل أحد كبعض فقرات دعاء كميل.
والشيخ الكامل العارف شاه آبادي روحي فداه كان يقول في هذه الموارد ((إن الأفضل أن يدعو الداعي في هذه المقامات بلسان مصادر الدعاء عليهم السلام)) وبالجملة الأفضل لأمثالنا الذين لم يصفُ سرّهم ولم ينقطع تعلّقهم عن غير الحق، أن يكون قصد الثناء والمديح في الأذكار والقراءات، أو في أعمال الصلاة بلسان مصدرها الذي هو الحق جل وعلا بوجه والرسول الخاتم صلى الله عليه وآله بوجه آخر. وسيأتي في باب القراءة نبذة من الكلام في ذلك إن شاء الله تعالى.
المرتبة الثانية من حضور القلب (حضور القلب في العبادة) تفصيلاً وهو أن يكون قلب العابد في جميع العبادة حاضراً وعالماً بماذا يصف الحق وكيف يناجيه وله مراتب ومقامات يتفاوت بعضها عن بعض على حسب تفاوت مقامات القلوب ومعارف العابدين.
وليعلم أن الإحاطة التفصيلية بجميع أسرار العبادات وكيفية المدح والثناء في كل منها لا يمكن لأحد سوى الكمّل من الأصفياء بطريق الإفاضة والوحي الإلهي، ونحن نذكر هنا مراتبها الكلّية بطريق الإجمال.
فطائفة لا يعلمون من الصلاة وغيرها من العبادات غير الصورة والقشر والهيئة الملكية ولكن يفهمون المفاهيم العرفية للأذكار والأدعية والقراءة. وحضور القلب لهم أن يحضروا في وقت الذكر أو القراءة مفاهيمها في القلب فتحضر قلوبهم عند المناجاة مع الحق.
فالمهم لهذه الطائفة ألا يقيدوا الحقائق بالمعاني العرفية التي يفهمونها فحسب ولا يظنّون أن العبادة ليست لها حقيقة سوى هذه الصورة فإن هذه العقيدة بالإضافة إلى أنها تخالف العقل والنقل تضر الإنسان ضرراً كثيراً وتقنّعه وتوقفه وتمنعه من السير العلمي والعملي. وإنّ من الأعمال المريعة للشيطان أنه يشغل الإنسان بما لديه ويرضيه به ويسيء ظنه بسائر الحقائق والعلوم والمعارف ويصل من هذا الطريق إلى نتائج غريبة.
وطائفة أخرى هم الذين يفهمون حقائق العبادات والأذكار والقراءة بالقدم العقلي الفكري فيعلمون مثلاً بالبرهان العقلي كيفية رجوع جميع المحامد إلى الحق، أو أنّهم يعلمون حقيقة الصراط المستقيم أو حقيقة معاني سورة التوحيد التي هي أصول المعارف ولكن كل ذلك بقدم الفكر والعقل. وحضور القلب في العبادة لهذه الطائفة أن تحضر قلوبهم تفصيلاً عند ذكر هذه الحقائق والمحامد ويعلمون ما يقولون وكيف يثنون على الحق ويحمدونه.
وطائفة أخرى هم الذين أدركوا الحقائق بقدم الفكر والعقل وكتبوها بقلم العقل على لوحة القلب وقد عرفت قلوبهم تلك الحقائق وآمنت بها لأن ثمة فرقاً كبيراً بين مرتبة الإيمان القلبي والإدراك العقلي. فكم من أمر أدركه الإنسان بالعقل وأقام البرهان على ما أدركه ولكنه لم يصل إلى مرتبة الإيمان القلبي، والى المرتبة الكاملة منه وهي الاطمئنان ولم يترافق قلبه مع عقله في ذلك. ومثال ذلك: أننا نعلم باليقين أن الأموات ليست لها أية حركة ولا تملك أيّ ضرر علينا فلو جمعت أموات العالم كلّها لا تضرّنا قدر بعوضة ومع ذلك فبسبب أن هذا الأمر اليقيني العقلي لم يرد في لوحة القلب ولم يترافق القلب مع العقل في هذا الحكم فتغلب حكم الوهم على العقل في مملكة الوجود فيستوحش ويخاف من الأموات خصوصاً في الليل وفي الخلوة مع أن العقل يحكم بأن ظلمة الليل لا تؤثر في شئ وكذلك الخلوة، ليس لها أثر والأموات لا تضرّ ومع ذلك يتجنّب حكم العقل ويمشي على قدم الوهم ولكنّه إذا حشر مع الأموات مدة وبات معها في المواقع الموحشة وبإقدامه في هذه الأمور أوصل الحكم العقلي إلى القلب ورافق القلب العقل فيحصل له بالتدريج مرتبة الاطمئنان ولا يرتجف قلبه بوجه ويقدم على الأمر بالشجاعة، وكذلك حال جميع الحقائق الدينية والمطالب البرهانية اليقينية فان مرتبة الإدراك العقلي فيها غير مرتبة الإيمان والاطمئنان وطالب الحق والباحث عن الحقائق ما لم يصل إلى هذه المرتبة بالرياضة العلمية والعملية والتقوى الكاملة العملية والقلبية لم يكن صاحب القلب ولم تحصل له المرتبة الأولى للقلب التي هي من اللطائف الإلهية ولم يخلع بخلعة الإيمان بل بمقتضى الحديث الشريف ((الصلاة معراج المؤمن)) والحديث الشريف ((الصلاة قربان كل تقي)) من الممكن أن الإنسان ما لم يصل إلى مرتبة الإيمان والتقوى لا تكون الصلاة له معراجاً ومقرّباً ولم يشرع غي السلوك إلى الله أصلاً بل هو مقيم في بيت النفس لم يبرح.
وطائفة أخرى هم الذين أوصلوا هذه الحقائق إلى مرتبة القلب ووصلوا إلى مقام كمال الاطمئنان، وبالإضافة إلى ذلك وصلوا إلى مرتبة الكشف والشهود بالمجاهدات والرياضات فيدركون الحقائق بالعين الملكوتية والبصيرة الإلهية مشاهدة حضوريّة وبالحضور العيني.
ولهؤلاء السلاّك أيضاً مراتب يخرج تفصيلها عن مجال هذه الأوراق.
وحضور القلب في العبادة لهذه الطائفة من أهل الشهود والكشف أن يشاهدوا عياناً جميع الحقائق التي تكون صورة العبادة كاشفة عنها والأسرار التي تكون أوضاع العبادة وأقوالها مظاهرها فتنكشف الحجب السبعة لهم عند التكبيرات الافتتاحية ويخرقونها. وفي التكبير الآخر تكشف لهم سبحات الجمال والجلال بما يناسب قلوبهم فيردون المحامد إلى الله بالاستعاذة من الشيطان القاطع للطريق وبتجلي اسم الله الجامع كما تأتي الإشارة إليه في محله إن شاء الله.
وإذا وصل السالك إلى هذا المقام فيرد مقاماً آخر من مقامات حضور القلب وهو حضور القلب في المعبود، وله أيضاً مراتب كثيرة وهي بالطريق الكلّي وبصورة إجمالية ثلاثة مقامات: أحدهما حضور القلب في التجلي الفعلي للمعبود وهو عبارة عن أن يعلم الإنسان بقدم الفكر والبرهان أنّ من منتهى النهاية للحقائق المجردة العقلية إلى آخر التنزّلات لحقيقة الوجود تعيّنات للوجود المنبسط الذي هو الفيض الإشراقي والتجلّي الفعلي للحق، وهذا التجلّي الفعلي مقام العلم الفعلي للحق الذي هو نفس الحضور في المحضر الربوبي على مذهب العظماء من الفلاسفة. وأن الشيخ الجليل الإشراقي والفيلسوف العظيم الشأن الطوسي قدس سرّه يرى العلم التفصيلي بالموجودات للحق تعالى عبارة عن هذا التجلّي الفعلي، وان كان حصر العلم التفصيلي بهذا المقام على خلاف التحقيق، لكن أصل المطلب، أي أنّ العلم الفعلي للحق بالموجودات تفصيلاً عبارة عن الفيض المقدس صحيح ومطابق للبرهان والعيان، فإذا حصّل أحد هذا العلم برهاناً تحصل له الرتبة الأولى من حضور القلب في المعبود وهي أن يكون في جميع الأوقات وخصوصاً وقت العبادة الذي هو وقت الحضور ملتفتاً إلى أن العالم جميعه محضر ربوبي وجميع الموجودات هي نفس الحضور في المحضر المقدس، وأن الحركات والسكنات والعبادات والطاعات والمعاصي والمخالفات كلها تقع في محضر الحق وحضرته المقدسة، ومن حصلت له هذه العقيدة صدقاً فإنه يمتنع عن المخالفة فطرةً بمقتضى الفطرة الإلهية وهي احترام المحضر وحفظ الحضور لأن احترام المحضر وأدب الحضور من الفطرة الإلهيّة التي فطر الإنسان عليها خصوصاً إذا كان المحضر محضر الكامل العظيم الجميل المنعم. فإن احترام كل منها مكتوب على وجه الاستقلال في كتاب الفطرة الذي هو أفصح الكتب الإلهية.
وأمّا نحن فإن لم نحافظ على أدب الحضرة مع العلم بهذه الحقيقة فذلك لأنّ علمنا لم يتجاوز حد الإدراك والعقل، ولم يصل إلى مقام الإيمان والقلب كما أشير إليه وإلاّ فالإنسان مجبول ومفطور على الموافقة بالفطرة.
وبالجملة، المرتبة الأولى من حضور القلب في المعبود أن يعلم بالعلم البرهاني أن العالم محضر للربوبية، ويرى عبادته وجميع حركات باطنه وظاهره عين الحضور ونفس المحضر. ومن المعلوم أن الثناء من مثل هذا الشخص الذي يرى نفسه بثنائه في المحضر يفترق عن ثناء المحجوبين بفروق كثيرة.
والمرتبة الثانية لحضور القلب في التجلّي الفعلي مرتبة الإيمان والاطمئنان التي تحصل من تذكّر الحبيب في السرّ والعلن ومن مناجاة ذاته المقدسة والخلوة معها، وعند ذلك تزداد نورانيّة العبادة وينكشف لقلب العابد سرّ من أسرار العبادة وبعد الرياضات والمجاهدات ودوام التذكير والعشق بالحضور والخلوة والتضرّع والانقطاع التام للسالك يتجاوز مرتبة الاطمئنان والعرفان ويصل إلى مرتبة الشهود والعيان. ويتجلى الحق لسرّ قلبه بالتجلّي الفعلي المناسب لقلبه فيجد لذة الحضور ويعشق الحق، فيغفل عن العبادة بلذة فيض الحضور، فيحتجب عن نفسه وعن العبادة ويفنى عن العالم ويشتغل بالتجلّي الفعلي. وإذا وصلت هذه الحالة إلى حد التمكين وخرجت عن التلوين فيظهر على قلب السالك بالتدريج نموذج من التجليات الأسمائية التي هي المرتبة الأخرى من حضور القلب في المعبود أي مقام التجليات الأسمائية.
ولهذا المقام مضافاً إلى مشاركته المقامات في المراتب السابقة ذكرها تفصيلاً مراتب كثيرة أخرى تعجز الطاقة البشرية عن إحصاء كليّاتها فكيف بجزئياتها. ونموذج تلك المقامات أن الإنسان حيث إنه مراتب الاسم الجامع ومربوب للاسم الأعظم فيمكن له أن يكون جامعاً لجميع التجليات الأسمائية جمعاً وفرقاً فبطريق الفرق تكون للأسماء الكلية الإلهية وهي ألف اسم تجلّ على قلبه جمعاً فيمكن أن يكون لكلّ من الأسماء مزدوجاً باسم آخر أو اسمين أو أسماء ثلاثة وهكذا إلى آخر الأسماء وكذلك المراتب المتصورة للتركيبات الأسمائية في هذه الأسماء الألف الكلية على حسب التركيب تجلّ على قلبه. وأيضاً إن قلب الإنسان الذي هو قابل لهذه التجليات هو بنفسه مظهر لجميع الأسماء وبالطريق الكلي مظهر لألف اسم، فتختلف التجليات له باعتبار مظهريته لكل من الأسماء جمعاً وتفريقاً وفي مراتب الجمع على الترتيب الذي ذكرنا ولا بدّ أن يقال لمثل هذا العدد أنه خارج عن مجال الإحصاء {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا} (إبراهيم34). والحديث المروي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال ((علمني رسول الله صلى الله عليه وآله عند وفاته ألف باب من العلم ينفتح من كل باب ألف باب)) لعله إشارة إلى التجليات الفرقيّة.
وبعد التجليات الأسمائية تحصل التجلّيات الذاتية التي هي آخر مرتبة حضور القلب في المعبود ولها أيضاً مراتب. وحيث أننا محجوبون عن أكثر مراتب حضور القلب اقتصرنا على ذكرها الاجمالي والأحرى أن نبيّن المراتب الأولية لحضور القلب لعلّنا نحصّل النتيجة المطلوبة من بيانها.الفصل الخامس: في كيفية تحصيل حضور القلب
بعدما علمت مراتب حضور القلب فالأفضل والأهم أن يكون الإنسان بصدد معالجة النفس، وإذا كانت يده قاصرة عن الوصول إلى ذيل جميع مراتبه فلا أقل من أن يصرف همته في تحصيل بعض مراتبه الذي تسقط العبادة بأقل منه عن درجة الاعتبار ولا تكون مورداً للقبول في جنابه المقدس.
فليعلم أن منشأ حضور القلب في أيّ عمل من الأعمال وسبب إقبال النفس عليه وتوجهها إليه أن يتلقى القلب ذلك العمل بالعظمة ويعدّه من المهمّات وهذا وإن كان واضحاً ولكنه يكون أوضح بذكر مثال لذلك:
إذا أجاز لك السلطان حضورك في محفل أنسه العظيم وجعلك مورداً للتوجّه والتلطّف بحضرة الجميع فحيث أن هذا المقام عظيم في قلبك ويتلقاه القلب بالعظمة والأهمية فلهذا يحضر قلبك بتمامه في ذلك المحضر ويحافظ على جميع خصوصيات المجلس ومخاطبات السلطان وحركاته وسكناته. ويكون قلبك حاضراً في المحضر في جميع الأحوال ولا يغفل عنه ولو للحظة وعلى خلاف ذلك إذا كان المخاطب غير مهمّ ويراه القلب تافهاً فلا يحصل لك حضور القلب في المكالمة معه وتكون غافلاً عن حالاته وأقواله.
ومن هنا يعلم السبب في عدم حضور قلوبنا في العبادات وغفلتها عنها. فنحن لو أهمتنا المناجاة للحق تعالى ومناجاة ولّي نعمنا بمقدار ما تهمّنا المكالمة مع مخلوق عادي ضعيف لما حصل لنا هذا القدر من النسيان والغفلة والسهو. ومن المعلوم جداً أن هذا التساهل والتسامح ناشئ من ضعف الإيمان بالله تعالى وبالرسول وبأخبار أهل بيت العصمة، بل هذه المساهلة ناشئة من التساهل بالمحضر الربوبي ومقام القدس للحق تعالى.
إن ولي النعم هو الذي دعانا إلى مناجاته وحضرته بلسان الأنبياء والأولياء بل بقرآنه المقدس، وفتح لنا أبواب المكالمة والمناجاة. معه ومع هذا الوصف لا نلتزم أدب حضرته بقدر المذاكرة مع عبد ضعيف، بل كلّما شرعنا في الصلاة التي هي باب من أبواب محضره الربوبي وحضور جنابه فكأنّها فرصة لنا لنشتغل بالأفكار المتشتتة والخواطر الشيطانية، فكأن الصلاة مفتاح الدكان أو آلة المحاسبة أو أوراق الكتاب فلا يحتسب هذا إلاّ من وهن الإيمان وضعف اليقين دون غيرهما. ولو علم الإنسان العواقب والمعايب لهذا التساهل وراح ينبّه القلب بذلك فإنه سيكون في صدد الإصلاح لا محالة ويعالج نفسه البتة.
إن الإنسان إذا لم يتلق أمراً بالأهمية والعظمة فينجر الأمر بالتدريج إلى تركه. وترك الأعمال الدينية، يوصل الإنسان إلى ترك الدين. وقد شرحنا ذلك في شرح الأربعين، كما أنّ الإنسان إذا أفهم القلب أهمية العبادات والمناسك ينصرف عن هذه الغفلة والتساهل وينتبه عن هذا النوم الثقيل.
فيا أيها العزيز تفكر قليلاً في حالاتك وراجع أخبار أهل بيت العصمة وشمّر ذيل الهمة عن ساقيك وفهّم النفس بالتفكر والتدبّر أن هذه المناسك وخصوصاً الصلاة وبالأخص الفرائض منها سبب للسّعادة والحياة في عالم الآخرة، ومنبع الكمالات ورأس مال الحياة في تلك النشأة. وبحسب الروايات الكثيرة في الأبواب المتفرقة وضرب من البرهان ومشاهدة أصحاب الكشف والعيان، إن لكل من العبادات المقبولة صوراً غيبية بهية وتمثالاً ملكوتياً أخروياً يصاحب الإنسان ويرافقه في جميع النشآت الغيبية ويساعده في جميع الشدائد. بل الجنة الجسمانية في الحقيقة هي الصور الغيبية الملكوتية للأعمال ومسألة تجسّم الأعمال من الأمور التي لا بدّ أن تعد من الواضحات. والعقل والنقل يتوافقان فيها. وتلك الصور الغيبيّة تابعة لحضور القلب وإقباله والعبادة التي لا يؤتى بها بتوجه
من القلب وإقباله ساقطة عن درجة الاعتبار، وغير مقبولة لجناب الحق. ونحن نكتفي في هذا المقام بآية وآيتين وقليل من الأحاديث تكفي للإنسان الخبير اليقظان. قال الله تعالى: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ، الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ} (الماعون4-5).وقال {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ، الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ} (المؤمنون1-2). ففاقد الخشوع في صلاته ليس من أهل الإيمان والفلاح، وتكفي لأهل التفكر والتدبر هاتان الآيتان فالويل لمن قال الله تعالى في حقه الويل له وإن شيئاً يذكره العظيم المطلق بهذه العظمة والأهمية فمعلوم ما يتبعه من الظلمة والوحشة والنقمة. وعن النبي صلى الله عليه وآله قال: ((اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك)).
وهذا الحديث الشريف يشير إلى مرتبتين من حضور القلب في المعبود إحداهما حضور القلب في التجلي الذاتي أو الأسمائي، والأخرى حضور القلب في التجلي الفعلي بمرتبة وهي أن يرى العابد نفسه حاضراً في المحضر الربوبي فيأتي بأدب الحضور وآداب المخاطبة للجناب الربوبي في تلك الصورة بالفطرة.
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم ((إن من الصلاة لما يقبل نصفها وثلثها وربعها وخمسها إلى العشر. وإن منها لما يلف كما يلف الثوب الخلق فيضرب بها وجه صاحبها وليس لك من صلاتك إلاّ ما أقبلت عليه بقلبك)).
وبهذا المضمون وردت روايات أخرى وعن باقر العلوم عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله ((إذا قام العبد المؤمن في صلاته نظر الله إليه. أو قال أقبل الله عليه حتى ينصرف وأظلّته الرحمة من فوق رأسه يقول أيها المصلّي لو تعلم من ينظر إليك ومن تناجي ما التفتّ ولا زلت من موضعك أبداً)) ويكفي لأهل المعرفة هذا الحديث الشريف. فما في إقبال الحق هذا إلى العبد من الكرامات والأنوار لا يعلمه غير الله ولا تستقيم له عقول البشر ولا يخطر على قلب أحد.
وعن أبي الحسن الرضا عليه السلام أن أمير المؤمنين عليه السلام قال: ((طوبى لمن أخلص لله العبادة والدعاء ولم يشغل قلبه بما تراه عيناه، ولم ينس ذكر الله بما تسمع أذناه ولم يحزن صدره بما أعطي غيره)).
وعن الصادق عليه السلام في قول الله عز وجل {إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} (الشعراء89). قال ((السليم الذي يلقى ربه وليس فيه أحد سواه)) قال ((وكل قلب فيه شك أو شرك فهو ساقط وإنّما أرادوا بالزهد في الدنيا لتفرغ قلوبهم للآخرة)) (وسائل الشيعة أبواب مقدمة العبادات). وعن أبي جعفر عليه السلام قال ((كان علي بن الحسين عليه السلام إذا قام إلى الصلاة تغيّر لونه فإذا سجد لم يرفع رأسه حتى يرفضّ عرقاً وكان عليه السلام إذا قام في الصلاة كأنه ساق شجرة لا يتحرك منه إلا ما حركت الريح منه)) [أسرار الصلاة للشهيد الثاني]. وعن أبي حمزة الثمالي قال ((رأيت علي بن الحسين عليه السلام يصلي فسقط رداؤه عن منكبه فلم يسوّه حتى فرغ من صلاته قال فسألته عن ذلك فقال ويحك أتدري بين يدي من كنت إن العبد لا تقبل منه صلاة إلاّ ما أقبل منها فقلت جعلت فداك هلكنا فقال: كلا إن الله متمّم ذلك للمؤمنين بالنوافل)) [ وسائل كتاب الصلاة].
والأخبار في هذا أكثر من أن تكتب في هذه الأوراق ويؤدّى حق بيانها ونحن نختم هذا الفصل بذكر نقطة لا بد من العلم بها وهي أنّه من الفوائد المهمة للعبادة التي قد اتفق العقل والنقل عليها وينبغي أن تعدّ من أسرار العبادة، أن لكلّ عبادة أثراً يحصل في القلب قد عبّر عنه في الرواية بزيادة النقطة البيضاء أو توسعها ولا بدّ أن يعلم أن بين ظاهر الإنسان وباطنه، وبين سرّه وعلنه ربطاً وعلاقة طبيعية بحيث تكون لآثار كل منهما وأفعاله وحركاته سراية عظيمة في الآخر، وتأثير غريب فيه. وهذا المطلب مضافاً إلى أنه مطلب برهاني فالوجدان والعيان أيضاً شاهدان عليه فإن حالات صحة البدن ومرضه والعوارض المزاجية والحالات الداخلية والخارجية، مؤثرة في الروح وكذلك العكس فإن الحالات الخلقية والروحية والملكات النفسية مؤثرة في الحركات والسكنات والأفعال البدنية طبعاً ومن غير رويّة.
وينتج من هذا أن لكلّ من الأعمال الخيرية والشرّيّة تأثيراً في النفس إمّا أن يوجهها إلى الدنيا وزخارفها ويحجبها عن الحق والحقيقة ويجعلها منسلكة في سلك الحيوانات والشياطين، أو يوجّهها إلى الآخرة ويجعل القلب إلهياً ويكشف له حجاب الجمال والجلال ويجعلها منخرطة في سلك الروحانيين ومقرّبي الحضرة.
وهذه الأفعال العبادية والمناسك الإلهية مضافاً إلى أن لها صوراً غيبية بهيّة ملكوتية تشكّل الجنّة الجسمانية. توجد في الروح أيضاً ملكات وحالات تكون مبدأ للجنّة المتوسطة والجنات الأسمائية، وهذا من أسرار تكرار الأذكار والأعمال. لأن اللسان إذا كرّر ذكر الله فينفتح بالتدريج لسان القلب أيضاً فيكون القلب أيضاً ذاكراً، كما أن من ذكر القلب ينفتح اللسان أيضاً ويكون ذاكراً.
وهذه الفائدة لا تحصل من العبادات وهذه النتيجة لا تنتج فيها إلاّ إذا كان القلب حاضراً وقت العبادة والدعاء والذكر، ولا يكون للأعمال الخيرية تأثير في الروح بوجه إذا كانت مع الغفلة ونسيان القلب. فلهذا نرى أن العبادة منذ خمسين سنة لم تؤثر في قلوبنا أثراً بل تزيد ملكاتنا الفاسدة كل يوم، وهذه الصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر وهي معراج المؤمن، وقربان كل تقي لم توصلنا إلى مقام ولم يحصل لنا مقام الصفاء منها.
كان الشيخ العارف الكامل شاه آبادي روحي فداه يقول: ((إن الإنسان في حال الذكر لا بدّ أن يكون كمن يمرّن الطفل على التكلم ويلقنه ليتكلّم، فكذلك على الإنسان أن يلقّن القلب الذكر. وما دام الإنسان ذاكراً باللسان ومشغولاً بتعليم القلب فالظاهر يساعد الباطن. فإذا انفتح لسان القلب فيساعد الباطن الظاهر، كما أن تلقين الطفل أيضاً كذلك، فما دام الإنسان يلقّنه الكلام فهو يساعده وإذا أجرى الطفل ذلك الكلام على لسانه فيدب في الإنسان نشاط يذهب بالتعب السابق. ففي البداية يساعده المعلّم وفي النهاية يأخذ المعلّم العون والمساعدة منه. وإذا واظب الإنسان في الصلاة والأذكار والأدعية على هذا الترتيب مدة فإنّ النفس تعتاده وتكون الأعمال العبادية كالأعمال العادية لا يحتاج لحضور القلب فيها إلى أعمال الروية بل تكون مثل الأمور الطبيعية المعتادة.الفصل السادس: في بيان الأمور التي تعين الإنسان قي حضور القلب
وهي في الصلاة أمور سنذكر بعضها في مورده. والآن نذكر علاجاً لمطلق العبادات على الطريق الكلّي، وهو أن يقوم الإنسان بقطع الشواغل الداخلية والخارجية التي أهمها الشواغل القلبية، والسبب العمدة للشواغل القلبية منحصر في حبّ الدنيا وهمّها. فإذا كان همّ الإنسان تحصيل الدنيا والوصول إلى زخارفها فيتوجه القلب بالفطرة إليها وتكون هي الشغل الشاغل له، فإذا انصرف من بعض الأمور الدنيوية يتوجه إلى الأخرى.
ومثل القلب مثل طائر يطير على الدوام من غصن إلى غصن فمل دامت شجرة الأمل للدنيا وحبها قائمة في القلب على ساقها فالطائر القلب متعلّق على أغصانها، فإذا قطع هذه الشجرة بالرياضات والمجاهدات والتفكر في عواقب الدنيا ومعايبها والتدبّر في الآيات والأخبار وحالات أولياء الله فيسكن القلب ويكون مطمئناً ويمكن أن يوفق للكمالات النفسانية التي من جملتها حضور القلب بجميع مراتبه، وإلاّ فبمقدار التوفيق في تقليله يكون موفّقاً في النتيجة، وإذا تأمّل أحد تأملاً قليلاً في عواقب أمر أهل الدنيا وعشاقها والمفاسد التي برزت منهم والعار الذي بقي تذكاراً لهم وقد سوّد صفحات التاريخ وشوّه وجهه وكلها كانت من حبّ المال والجاه وبالجملة من حبّ الدنيا وتفكر في الأخبار والآثار التي وردت من أهل بيت العصمة، والطهارة في ذمّ حبّ الدنيا والمفاسد التي تترتب عليها في الدين والدنيا. فإنه ليصدّق بأن قطع هذا الفساد عن صفحة القلب ومحو هذه الظلمة والكدرة عن فضاء القلب لازم بكل قيمة وضغط ورياضة متيسرة وممكنة، وهذا الأمر ممكن إلى حدّ ما بالإقدام عليه وصرف الهمة إليه وإن كان تركه المطلق لا يتأتى من كل أحد، ولكن تقليله وقطع أغصان هذه الشجرة وإسقاط أوراقها ممكن جدّاً بل يمكن أن يقال أنه أمر سهل. ومن المعلوم أن الإنسان إذا لم يكن أكبر همّه الدنيا ولم تكن وجهة القلب متوجهة بتمامها إلى زخارف الدنيا فيمكنه أن يقسّم حالاته وتفكرات قلبه فيخلص قلبه أحياناً للعبادة. ولعلّه إذا كان بصدد ذلك وواظب قلبه مدة وحافظ على قلبه يصل إلى نتائج حسنة ويصل بالتدريج إلى قطع جذور هذا الفساد.
وليعلم أن الدنيا المذمومة على لسان الأولياء إنّما هي العلاقة والحب والتوجّه إليهما، وإلا فأصل عالم الملك ومشهد الشهادة الذي هو من مشاهد جمال الحق الجميل، ومهد تربية الأولياء والعرفاء والعلماء بالله ودار لتكميل النفوس القدسية البشرية ومزرعة الآخرة من أعزّ المشاهد والمنازل عند الأولياء وأهل المعرفة. فربّ إنسان لم يكن له حظ من الدنيا الخارجية ولكنه من أهل الدنيا بسبب حبّه وتعلق قلبه بها ونسيانه للحق وللآخرة وآخر ذي ملك وسلطنة وجاه ومال كسليمان بن داود عليه السلام وليس من أهل الدنيا بل هو رجل إلهي وإنسان لاهوتي.
ومن المعلوم أنه ليس للعلاقة بالدنيا دخل في إقبالها وحصولها فربّ ذوي علاقة فقراء لم يكن لهم من الدنيا سوى فسادها ونكبتها، وأشخاص بلا علاقة ذوي ملك وحشمة قد جمعوا بين الدنيا والآخرة ونالوا سعادة الدارين.
وقد أشير إلى هذه النكتة في الأحاديث الشريفة كقول علي بن الحسين عليه السلام ((الدنيا دنياوان دنيا بلاغ ودنيا ملعونة)). وربّما ورد الذمّ البليغ للدّنيا باعتبار التعلق بها أو لصرف العلاقة عنها وذكر الأخبار المتعلقة بهذا الباب والجمع بينها وبين الاعتبار العقلي فيها خارج عن وظيفة هذا المختصر.
وبالجملة ما هو شوك طريق الوصول إلى الكمالات والشيطان القاطع لطريق مقام القرب والوصول، ويصرف الإنسان عن الحق ويحرمه لذة المناجاة معه ويظلم القلب ويكدّره فهو حبّ الدنيا الذي جعلته الأحاديث الشريفة رأس كل خطيئة ومجتمع المعاصي، والأخبار في هذا الباب ومتعلقاته أكثر من أن يحويها هذا المختصر.
فعلى الإنسان أن يقلّل عند العبادة من اشتغالات القلب وخواطره ويخصص وقتاً للعبادة تكون شواغله فيه قليلة ويكون القلب في ذلك الوقت أكثر اطمئناناً وأسكن من سواه من الأوقات وهذا أحد أسرار الوقت سنذكر شيئاً منها في محله.
وبعد ما قلّل الشواغل القلبية فلا بدّ له أن يقلل الشواغل الخارجية أيضاً بالمقدار الممكن، ولعل أكثر الآداب الشرعية لأجل هذه الفائدة كالنهي عن الالتفات إلى الأطراف واللعب بالأصابع واللحية وفرقعة الأصابع ومدافعة الأخبثين والريح ومدافعة النوم والنظر إلى نقش الخاتم وإلى المصحف والكتاب والاستماع إلى الكلام الخارجي وحديث النفس وسائر الآداب المكروهة ومثل الآداب المستحبة الكثيرة التي هي لحفظ حضور حضرة الباري جلّت عظمته.
حتى أن الشيخ السعيد الشهيد الثاني قدس الله نفسه يقول في كتاب أسرار الصلاة ((ولكن الضعيف لا بدّ أن يتفرّق به (أي بالإبصار) فكره، فعلاجه قطع هذه الأسباب بأنّ يغضّ بصره أو يصلّي في بيت مظلم أو لا يترك بين يديه ما يشغل حسه أو يقرب من حائط عند صلاته حتى لا تتسع مسافة بصره ويحترز من الصلاة على الشوارع وفي المواضع المنقوشة المصنوعة وعلى الفرش المزينة فلذلك كان المتعبدون يتعبدون في بيت صغير مظلم سعته بقدر ما يمكن الصلاة فيه ليكون ذلك أجمع للهمّ)). انتهى كلامه زيد في علو مقامه.
وما ذكره قدس سره من أنه يصلّي في بيت مظلم في غير الفرائض اليومية وذلك لأن إتيانها بجماعة من المسلمين من السنن المؤكدة، بل الإنسان إذا قام بوظائف الجماعة وأسرارها فقد أرغم الشيطان إرغاماً لا يتمكن منه في أية عبادة. وإن في اجتماع المؤمنين وقلوبهم المجتمعة التي تكون اليد الغيبية الإلهية معها لفوائد روحية ومعنوية قلّما تتفق في عمل آخر مضافاً إلى المصالح العامة والاجتماعية التي تترافق معها بل الأفضل لأهل المناجاة وأصحاب القلوب الصلاة بالجماعة حيث أن حفظ أعداد الركعات أيضاً محوّل فيها إلى الغير فيوجّهون قلوبهم بكليتها إلى الحق وإلى مناجاته. نعم غير الفرائض من الصلاة في الخلوات والموارد التي يكون اشتغال النفس فيها أقل أفضل.
وليعلم أن بين القلوب اختلافاً كثيراً وتختلف أحوال كلّ منها أيضاً بحسب الأوقات اختلافاً كثيراً فلا بدّ للإنسان أن يحافظ على قلبه كطبيب معالج وممرض شفيق وأن يدقق في أحواله فإذا كانت الخلوة مناسبة لأحواله فيأتي بالعمل في الخلوة، وإن كان الاشتغال في الخلوة أكثر فيقوم بالعبادة في الخلوة والحمد لله أولاً وآخراً.

مفهوم الطاقة عند البشر . بقلم الدكتور زيد الوائلي



مفهوم الطاقة عند البشر..
القوى الخفــيــة ! هناك مصادر كثيرة للطاقة، سواء متجددة أو غير متجددة، منها الشمس، الرياح، الماء وحتى الوقود. لكن الطاقة التي نتحدث عنها هنا هي طاقة من نوع آخر وهى الطاقة الكونية أو الإثيرية universal energy إن الطاقة موضوع مهم وشيء أساسي في حياتنا فبدونها لن يوجد أي شكل من أشكال الحياة على هذا الكوكب .فالكائنات الحية تحتاج الضوء أو الحرارة للعيش. فبدون الطاقة الشمسية لن تعيش النباتات، وبدون نباتات لن يكون هناك حيوانات ... وهكذا حيث أن السلسلة الغذائية سوف تهدم وتختفي الكائنات الحية على الأرض.
دعونا نتوقف قليلا هنا.. فنحن نعلم أن هناك طاقة للأرض وهى طاقة كهرومغناطيسية غير مرئية تحيط بكل الكوكب أو ما يسمى بالمجال المغناطيسي للأرض ، ولهذا المجال المغناطيسي ذبذبات أو موجات قابلة للقياس تسمى موجات شومان Schumann waves ، هذه الموجات تتذبذب بين 8 ,7 – 8 هرتز.
قام د . روبرت بك Dr . Robert Beck وهو عالم فيزيائى في علوم الذرة بعمل بحث واسع حول العالم لمعرفة وتحديد العلاقة أو الارتباط المتبادل لهذه الموجات المغناطيسية ونماذج موجات دماغ المعالجين الذين يستخدمون الطاقة للشفاء أو للعلاج healers . وقد قام بك باختبار أكثر من نوع من المعالجين وذلك لأن كل معالج يتبع طريقة علاج مختلفة عن الآخر.وقام بقياس هذه الموجات أثناء الجلسة العلاجية، واكتشف أن موجات دماغ المعالج كانت تتردد بين 7.8 – 8 هرتز بغض النظر عن نوع أو طريقة العلاج المتبعة، والمفاجأة التي توصل إليها أنه اكتشف أن موجات دماغ المعالجين أصبح ترددها ومراحلها الزمنية مثل موجات المجال المغناطيسي للأرض أو موجات شومان Schuman waves هذا الاكتشاف بين أن موجات دماغ المعالجين لها نفس تردد موجات الأرض، والأكثر من هذا أنها تتردد معها في نفس الوقت. واستنتج أن المعالج كان يأخذ من طاقة الأرض الكهرومغناطيسية ويستخدمها في الجلسة العلاجية وهذا يسمى بـField coupling
أما د. أندريا بهاريتش Dr. Andria puharich فقد قام ببحث آخر، حيث وجد أن النبض المغناطيسي magnetic pulse الذي يصدر من يد المعالج healer كان 8 هرتز. ووجد أن المعالجين الذين تصدر منهم إشارات أو ذبذبات أقوى لهم تأثير علاجي أكبر.
من ذلك يتبين أن هناك علاقة بين طاقة الأرض وبين الإنسان وأن طاقة الأرض هذه أو الطاقة الكهرومغناطيسية مصدرها الطاقة الكونية، لكن السؤال هنا، ماذا نعني بالطاقة الكونية؟ وما هي صفاتها ؟
والأهم من ذلك كيف ممكن أن نستخدمها أو نستفيد منها؟
الطاقة الكونية universal energy هي مصدر لا محدود من القوة . ويختلف اسمها من ثقافة إلى أخرى أو من بلد إلى آخر ففي الهند يطلق عليها اسم برانا prana أما عند الصينيون فتسمى تشي chi ، وهى منتشرة ومتغلغلة في كل مكان. ومن أهم صفات الطاقة الكونية:
أولا: أنها لا يمكن أن تدمر.
ثانياً: قابلة للتحول أو التغير.
ثالثاً: هي عبارة عن ذبذبة أو اهتزازة Vibration .
رابعاً: لا يوجد لها خاصية ، فهي دون شكل، دون زمن ودون أبعاد.
خامساً: لا نهائية أو لا محدودة لأنها من مصدر ذو قوى لا محدودة وهو الله سبحانه وتعالى.
الطاقة الكونية هي قوة الحياة في هذا العالم .في كتاب hands of light للمؤلفة باربرا آنا برينان تقول المؤلفة أنا د. جون وايت Dr. John while و د. ستانلى كريبر Dr. Krippner تحدثوا عن صفات أو المميزات الخاصة بالطاقة الكونية UEF كالتالي:
– مجال الطاقة الكونية مخترق ومتغلغل في كل مكان سواء الأجسام المتحركة أو غير المتحركة.
– الطاقة الكونية تربط وتوصل كل الأجسام بعضها ببعض.
– الطاقة الكونية تنساب وتتدفق من جسم لآخر.
– كثافتها تختلف باختلاف المسافة من مصدرها.
– تتبع قانون الرنين أو الطنين المتجانس. مثل عندما تضرب شوكة تبدأ بالاهتزاز بنفس التردد ونفس الصوت أو الرنين.
ما هي أهمية الطاقة الكونية لنا؟
الطاقة الكونية أساسية في حياتنا أو بنيتنا فهي تحيطنا من الخارج وتتغلغل في أجسامنا من الداخل. وحتى ندعم ونقوى أجسامنا التي تعتمد على الضوء أو النور نحتاج لإدخال كلا من الطاقة الكونية الأثيرية وطاقة الأرض.
وهاتان الطاقتان يتم امتصاصهما بأجسامنا من خلال مراكز أو عجلات الطاقة في الجسم Chakras ومن ثم توزع هذه الطاقة لأجسام هالة الإنسان وكل خلية من خلايا الجسم.
فهالة الإنسان human Aura هي عبارة عن أجسام من الضوء تحيط بالإنسان وممكن أن يطلق عليها اسم مجال طاقة الإنسان HEF . هذه الهالة Aura عبارة عن طاقة في تغير مستمر ومتواصل في الحركة وهى دائمة النمو والتطور. ومن الممكن أن توصف طاقتها بأنها في حالة سيولة أو غير ثابتة.
د . ريتشارد جيربر في كتابه Vibrational medicine أوضح الدليل الذي يبين مجال الطاقة حول الأجسام عن طريق بحث أخصائي تشريح الأعصاب هارولد بر Harold S. Burr من جامعة يل Yale Uniersity في الأربعينات 1940''''''''''''''''s . هارولد كان يدرس شكل مجالات الطاقة التي تحيط بالحيوانات والنباتات الحية . بعض من تجارب هارولد كانت على المجال الكهرومغناطيسي الذي يحيط بنوع من أنواع السحالي ويطلق عليها اسم Salamander ووجد أن لديها مجال طاقة يحيط بها وأن هذا المجال يحتوى على محور كهربائي متصل بالدماغ أو المخ والحبل الشوكي.
هناك أيضا دليل آخر يبين وجود مجال طاقة حول الكائنات الحية وهو من تجربة الباحث الروسي سيميون كيرليان الذي اكتشف كاميرا كيرليان Kirlian Camera التي تقوم بتصوير الصور ذات الطابع الكهربائي. وهي عبارة عن تقنية تصوير الأجسام الحية في حالة من التردد العالي والجهد الكهربائي العالي. علماً بأن كيرليان بدأ أبحاثه سنة 1939 أي تقريبا بنفس السنوات التي بدأ فيها هارولد بقياس المجال الكهرومغناطيسي حول الأجسام الحية.
كلا من الباحثين كيرليان وهارولد أوجدوا طرق أو تقنيات لقياس تغيرات مجال طاقة الكائنات الحية واحده من الظواهر التي بينتها صور كيرليا هي Phantom leaf effect هذه الظاهرة معناها تصوير ورقة شجر بكاميرا كيرليان بعد قطع جزء من الورقة وتبين بالصورة أن الورقة كاملة حتى بعد قطع الجزء .
وتضيف مؤلفة كتاب hands of light باربرا آن برينان أنها قامت برؤية حالة ورقة النبات وكان لونها أزرق فاتح، عندما قامت بقطع جزء من الورقة تغيرت هالة الورقة كلها إلى اللون العنابي أو الأحمر الدموي، وتضيف أنها تراجعت واعتذرت للورقة لأنها كائن حي.
وأضافت أيضا أن اللون الأزرق بدأ يظهر من جديد خلال دقيقة أو دقيقتين مبين مكان الجزء المقطوع وكأنه لم يقطع لكن ليس بدرجة وضوح كاميرا كيرليان.
يتضح لنا من الأمثلة السابقة أن الطاقة الكونية والطاقة التي حول الكائنات الحية هي حقيقة وهذا لاشك فيه ، فقد أشارت إليها الحضارات السايقة في الهند و الصين قبل أن تكتشف بالعلم و التكنولوجيا الحديثة.
قانون الجذب الكوني
كيفية استخدامنا وتوجيهنا لطاقتنا الشخصية له أثر كبير جداً على الشكل الذي تتخذه حياتنا ونوع التجارب التي نخوضها. قانون الجذب قانون كوني أساسي وذو أهمية وينص على أن كل شيء يظهر في حياتنا أو يبتعد عنها يحدث نتيجة لاهتزاز أو تذبذب لطاقتنا الشخصية، فعلى سبيل المثال..
إذا كنت تشعر بشعور سلبي جداً وتشعر بالكآبة لفترة معينة، فإنك سوف تجذب طاقة سلبية شبيهة لهذا الشعور في حياتك وذلك لأنك عندما تفكر بأي تفكير فإنك سوف تجذبه إليك وتؤكده في حياتك.وعندما تنجذب الطاقة السلبية لحياتك فمن الممكن أن تشعر بأنك منهك القوى أو كسول كما أنها قد تسبب لك العديد من المشاكل التي تثقل كاهلك فيما بعد.
والعكس صحيح فعندما تشعر بشعور إيجابي.. سعادة فرح سرور، أو تكون سعيدا جدا في داخل نفسك ، فسوف تندهش للأشياء الرائعة التي سوف تحدث لك حيث أن نفس هذه الطاقة الإيجابية سوف ترجع لك لتسهل طريقك وتجعل أوضاعك الحالية تسير بسهولة ومرونة تفاءلوا بالخير تجدوه.
من الممكن أن يشعر الناس بطبيعة طاقتك أو ذبذبتها سواء سلبية أو إيجابية وسوف يكون لهم رد فعل تجاهك، فإذا كانت طاقتك إيجابية سوف يشعر الناس بالراحة نحوك، لأن طاقتك تجعلهم يشعرون بشعور جيد، أما إذا كانت طاقتك سلبية فمن البديهي أن تجد الناس يتحاشونك ويشعرون بعدم الراحة لرفقتك.
ولكي تشعر بالطاقة و تستفيد منها عليك الاستفادة من الدورات التدريبية أو قراءة الأبحاث والكتب المتضمنة هذا الباب.وهذه التمارين أو الطرق كثيرة جدا ومنتشرة حول العالم.
لكن قد يتبادر سؤال بهذا الخصوص وهو.. لماذا لا يشعر بعض الناس حتى بعد الالتحاق في مثل هذه الدورات وممارسة التمارين بفاعلية هذه بالطاقة ووجودها؟
إن إحساس الإنسان بالطاقة يعتمد على سلوك الشخص نفسه فهناك أشخاص يجدون أن باستطاعتهم الإحساس بالطاقة والعمل معها بسهولة في حين يجد آخرون أنهم يحتاجون إلى جهد أكثر ووقت أطول حتى يتفاعلوا ويشعروا بأثرها. فالناس مواهب وقدرات مختلفة، فهناك أشخاص يكونون حساسين للطاقةenergy sensitive، حيث أنهم يشعرون بالطاقة، و قد يتمكنون من رؤية الهالة فورا.
استخدام الطاقة
كل واحد منا له القدرة على استخدام الطاقة الأرضية والكونية لكن تصرفاتنا تحدد من استخدامنا أو عدم استخدامنا لهذه القدرة فمنذ آلاف السنين استخدم الروحانيون والنفسانيون الطاقة لتطوير أنفسهم وشفاء ومساعدة الآخرين . فالناس يشعرون بالطاقة أو بأثر الطاقة يومياً حتى لو أنهم لا يعلمون عنها بالخصوص. فعلى سبيل المثال:
1 – إذا كان هناك طاقة سلبية أو توتر ممكن أن تشعر فيهما. جرب أن تدخل في غرفة أو مكان حصل فيه جدل أو نقاش حاد أو شجار وانظر ماذا تشعر أو تحس سوف تشعر بطاقتهم في الهواء.
2 – إذا شعرت بالحزن ادخل لمكان فيه أشخاص سعداء ولاحظ التأثير عليك فطاقتهم سوف ترفع من طاقتك.
3 – إذا كنت منجذب لشخص ما دون سبب واضح فهذا معناه أنك منجذب لطاقته لأن الطاقات المتشابهة تتجاذب Like attracts Like.
4 – كل شيء نلمسه أو كل مكان ندخله نترك فيه طاقة وراءنا وتسمى residual energy، فمن الشائع أن نشعر بحالة شخص ما أو نشعر بشعور في غرفة ما ، لأن طاقة هذا الشخص خلقت أو أنتجت جو معين أو انطباع أو شعور.
5 – هل قمت مرة بزيارة صديق في مستشفى وشعرت بأن طاقتك قد استنفذت أو قلت و شعرت بعدها بالتعب أو أنك منهك القوى!؟ هذه حقيقة وليس مجرد شعور، فطاقة المريض بصفة عامة تكون طاقة منخفضة وبالتالي فإنها سوف تسحب أو تأخذ من طاقتك بشكل غير متعمد لرفع طاقتها.
وإذا واجهت مثل هذا الموقف عليك أن تتخيل ضوء أبيض ساطع يأتيك من الكون وتدخله داخل جسمك لينتشر في كل أنحاء جسمك ومن ثم يشكل محيط حولك، وهذا بحد ذاته سوف يرفع من طاقتك ويمنع الآخرين من أخذها أو امتصاصها.
6 – إذا كنت تشعر بالتعب أو الإرهاق اذهب للشاطئ أو اذهب للجبال إذا كنت مسافراً ، حيث أن قضاء بعض الوقت في مثل هذه الأماكن يبعث فيك الحيوية ويوازن من طاقتك. فهذه الأماكن ممتازة لقضاء بعض الوقت فيها خصوصا إذا كنت تريد أن تركز أو تفكر بأشياء معينة، وذلك لوجود الأيونات السالبة المفيدة لنا.
توازن الطاقة
يقال أن طاقة الشخص متوازنة عندما تكون كل أجسام الهالة في انسجام وتناغم تام.
فحالة أجسام الهالة الأربعة لها تأثير مباشر على صحة جسمنا حيث أن أي خلل في توازن جسم من أجسام هالتنا لأي مدة من الزمن يعقبه تأثير على جسمنا يصبح له ردة فعل وتظهر أعراض مرضية. فمراكز أو عجلات الطاقة متصلة في الجهاز الهرمونى endocrine system عندما لا تشعر جيدا لاحظ أي جزء من أجزاء جسمك متأثر .
فالأفكار المقيدة أو السلبية تظهر على شكل انسداد في مجرى الطاقة energy blocks أو في عجلة من عجلات الطاقة chakra وهذا الانسداد يؤدى إلى إصابة جسمك بالمرض.
فعلى سبيل المثال: التهاب الحلق أو الحنجرة مصدره عجلة الطاقة الحلقية أو الحنجرية Throat chakra وهذه العجلة مسؤولة أو مرتبطة بكيفية التعبير عن أنفسنا واتصالنا بالآخرين. هل تعبر عن مشاعرك الحقيقية ؟ هل يستمع لك الآخرين ؟
إذا لم تشبع هذه الطاقة بالتعبير عن النفس سواء عاطفيا أو عقلانيا أو روحانيا سوف تصدر لك إشارات من داخلك تنبهك وترغمك على فعل ذلك وهذه الإشارة هي التهاب الحلق فالألم يجعلنا ننتبه أكثر .
مما سبق يتبين لنا نقاط مهمة للطاقة :-
1– الطاقة تحيط بنا وتتغلغل في أجسامنا.
2 – الطاقة تعكس عواطفنا ومشاعرنا وهذا ما تظهره هالتنا.
3 – الطاقة تبين حالتنا الصحية.
4 – المرض ممكن أن يكتشف في الهالة كطاقة ساكنة أو راكدة غير ملونة قبل ظهور أعراضه على الجسم.
5 – الانسداد في مجرى الطاقة يحد من أو يقيد تدفق قوى الحياة الأساسية الطاقة في أجسامنا.
6 – إذا كانت حالتنا العقلية والعاطفية غير متزنة ، سوف تصبح هالتنا أيضا غير متزنة.
7 – عجلات الطاقة تعمل على دمج أو توحيد الطاقة الكونية و الأرضية داخل أجسامنا.
8 – الهالة متغيرة باستمرار.
القوى الخفــيــة
تمر علينا ظواهر غريبة ، ونسمع بظواهر أغرب منها ، في رأس هذا الهرم حقيقة الحســـــد أو العيــن ، ماهي؟ ، وما أسبابها ؟ ، وكيف تؤثر على حياة الإنسان ؟ ، كيف يستطيع هذا التأثير النفسي أن يمارس قوة فعلية على الأجسام وأن يتسبب في عطبها ! أو كسرها ! .
ماهي أسباب ظاهرة التيلباثي ؟ ، وهي ظاهرة الإستجلاء البصري أو السمعي ، أو كما يقال التخاطر عن بعد ؟ .
كيف يستطيع بعض البشر أن يتنبؤون بوقوع الكوارث ؟ ، ولماذا تحس بعض الحيوانات بالخطر قبل وقوعه أيضاً وتشعر بالذعر والخوف من جراء ذلك ؟
كيف يعالج مريض السرطان نفسه ؟ كيف يستطيع أن يقتل أورامه الخبيثه عن طريق طاقته الجسدية فقط ؟ .
هذا غيض من فيض من استفسارات تطرح وتجول في خلد أناس كثيرين من من يسمعون بحالات غريبة تتعلق بقدرة الجسد ! سأحاول تفسيرها بما استطعت ان احصل عليه من معلومات أتمنى ان تحقق الفائدة لكم .
الطاقة الجسدية الكامنة
الطاقة الجسدية ، هي اللاعب الرئيسي في كل ماذكرته لكم سابقاً من ظواهر .
لكن أين هذه الطاقة؟ ، و كيف تتشكل؟ .
أولا ً يجب عليك أن تدرك حقيقة مفادها أن أساس الكون المادي عبارة عن علاقة متبادلة بين الطاقة و المادة ، وأن المادة عبارة عن طاقة حبيسه، وقد أثبت ذلك العالم آينشتاين ، وحقق بذلك إنجازاً علمياً مذهلاً . فالمادة التي نراها بأعيننا ونمسكها بأيدينا تشغل في هذا الكون مكانًا أو حيزًا، لكنها قد تتخلى عن صفات التحيز والتجسيد هذه وتتحرر من قيودها وتحديد مكانها بحيز معين في الفراغ وتنطلق على هيئة طاقة، أو موجات تتحدى قيود المكان والزمان. وكان إنتاج الطاقة النووية وصناعة القنبلة النووية من ثمار هذا الاكتشاف الكبير.
وهناك سرعة معينة أيضاً إذا بلغها أي جسم ، يتحول بعدها الى طاقة ويتخلى عن الشكل المادي له ! ، وهي تحديداً سرعة الضوء ! .
والطاقة كما هو معروف عند الكثيرين تتشكل في أشكال عديدة :حرارية وميكانيكية وصوتية وضوئية وكهربية ومغناطيسية .
وقد أثبتت وكالة ناسا NASA لأبحاث الفضاء في مقالة لها بقلم الكاتب جورج ن كوثان George N. Cothan بان الجسم البشري عبارة عن كائن كهربي يتأثر بالطاقة المغناطيسية و من المعروف ان خلايا الجسم البشري واحدة من أهم مكوناتها هو الحامض النووي DNA هو يتأثر بالحقول السالبة و الموجبة و ذلك آمر منطقي لا يقبل النقاش كما ان الخلايا الحية و الثابتة التكوين تعيد تجديد نفسها بمعدل مليون خلية كل ثانية Regneration، و القوة التي تنشط عملية الانقسام Cell division بهذه الخلايا و تشرف على تكوين و تنظيم عملها بالإضافة الى وظائف الأنسجة و حمايتها , هذه القوة عبارة عن تيار مغناطيسي
مناطق الطاقة الأساسية في الإنسان الشكرات
الشكرة Chakras كلمة سنسكريتيه ، وتعني العجلة الدائرة ، وهو الشكل الذي تكونه مراكز الطاقة هذه وهي في طريقها خارج الجسم .
وللجسم سبعة مراكز أو شكرات :
أساسية للطاقة وهي تقع في هذه المواضع في الجسم :
1- الجذر 2- الجذع - وهي منطقة أسفل الظهر - 3- السره 4- القلب 5- البلعوم 6- العين الثالثة ! -وهي منطقة مابين العينين - 7- الدماغ
كما تتصل هذه المراكز باثني عشر مساراً داخل الجسد ودور هذه المسارات إيصال الطاقة إلى كل جزء من أجزاء الجسم على شكل أنماط اهتزازية .
اكتشف العلماء القدامى هذه المراكز بالتحديد ! ، وأثبت الطب الحديث أن جميع هذه المناطق تحتوي خلفها على غدد وظيفتها تنظيم الطاقة في جسم الإنسان .
وانسداد إحدى هذه الشكرات أو الغدد يسبب مباشرة اختلاف في المزاج وتسوء نفسية الإنسان ، وهي ما يسبب ضيق النفس عند كثير من الناس أحيانا ً دون سبب ! ، أو الشعور بالاكتئاب ! .
وإذا استمر هذا الانسداد ، تبدأ بعض الأوجاع في بعض المنطاق العضوية ، وإذا لم يعالج الشخص لمدة طويلة ، ربما تتطور الحالة إلى مرض مستعصي ! .
هالة الإنسان الكهربائية التي تحيط به !!
هل تعلم أخي القارئ أنك تطلق الآن كميات من التيارات الكهربائية !!
فجسم الإنسان نفسه يطلق طاقة مقدارها 84 واطاً في حالة الاسترخاء , و عشرة أضعاف هذه الطاقة في حالة النشاط العقلي . وجزء كبير من هذه الطاقة يشع من الجسم على هيئة موجات كهرومغناطيسية !!
هل تعلم أنك محاط بهالة كبيرة من الإشعاعات الضوئية التي يولدها جسدك ، ومجال عالي من المغناطيسية والتي تحيط بك دائماً منذ أن كنت جنينا في بطن أمك ؟ !!
هل تعلم أنه قد تم تصوير هذه الهالات المحيطة بك وقد تم إثباتها علمياً ؟!
إن هالة الإنسان هي عبارة عن إشعاعات ضوئية يوّلدها الجسد، وهي تغلفه من شتى الجهات، وهي ذات شكل بيضوي، وألوانها متداخلة فيما بينها مثل ألوان الطيف. وهذه الهالة هي بمثابة سجل طبيعي تدوَّن عليه رغبات الإنسان وميوله، وعواطفه وأفكاره، ومستوى رُقيّه الخلقي والفكري والروحي. كما تنطبع عليه صورته الصحية لأنها تتأثر بأسقام الجسد وعلله وآلامه من جهة الألوان الصادرة عنها، وشكلها وما تتعرض له من انبعاج أو اضطراب.
بعد أن عرفنا مصادر الطاقة في الإنسان ، ومدى تأثيرها في الجسم ، والطاقة الكهربائية التي يصدرها الإنسان ومقدارها ، والهالة الضوئية التي تحيط بالجسم ، يجب ان نعرف كيف يمكن لهذه الطاقة أن تؤثر على الأجسام الخارجية .
وتعرف هذه الظاهرة باسم سيكوكينسيس
تقول الكاتبة والباحثة الإنجليزية والصحافية التي جمعت أخطر دراسات في مجال الطاقة لين ماكتاجارات :
ومعلوم أن الالكترون يلف حول النواة بعكس مدار الساعة ولما نظروا في دوران وحركة الجزيئات الصغيرة في النواة توصلوا إلى حقيقة مذهلة حيث أنها تتحرك يميناً أو شمالاً أو بدوران بحسب فكرة الباحث!!! حيثما توقع تسير. ولذلك خلصوا من أن الفكرة تؤثر في حركة الجزيئيات الداخلية في النواة، وبالتالي فإن الفكرة بقوتها قد تؤثر في النواة، وإذا كانت أقوى أثرت بالذرة، وإذا كانت أقوى أثرت بالبيئة المليئة بالذرات، كما يحصل للنفس الحاسدة العين أو التخاطر أو الكشف أو السحر أو الإلهام أو غيرها من أمور، وكل هذه الأمور .
و لعل أعجب القدرات على اختراق المادة بالنفس امتلكها الشاب ماثيو مانينغ Matthew Manning من قرية لينتون Linton قرب مدينة كامبردج فقد كان باستطاعته طوي الملاعق و السكاكين و تغيير شكلها بمجرد النظر , و كان ينظر الى عقارب الساعة فيوقفها.عن الحركة , و يستطيع إيقاف التيار الكهربائي .., و ثبتت لديه القدرة على التأثير في سريان الدم في الأوعية و الشرايين و كذلك التأثير على مرض السرطان
و يعرف عن نابليون بونابرتانه كان ذو نظرة حسد ثاقبة فقد عرف عنه انه إذا ثبت نظره على خصمه سبب له متاعب كبيرة , و إذا نظر بنظرته الحاسدة إلى شئ ما حطم ذلك الشيء , و لم يكن بياض عينيه ابيضاً بل كان لونه صفراويا .
أما أكثر هذه الحالات غرابة ، وأكثرها مصداقية ، وذات توثيق علمي ، هي التجربة التي أجريت على نيليا ميخايلوفا
التي كان باستطاعتها و بمجرد النظر من على بعد ستة أقدام ان تفصل بياض البيضة عن صفارها مستخدمة في ذلك مقدرتها الخاصة جداً في تحريك الأجسام المادية عن بعد , و دون ان تقربها .
الطاقة الكهربائية
باطن اليد اليمنى يحتوى على تيار الطاقة الايجابية ويحرك الطاقة المقوية وباطن اليد اليسرى يحتوى على تيار الطاقة السالبة، أي المهدئة والمسكنة والمنظفة وبذلك نرى أنه يجب أن تدلك باطن اليدين لنحصل على تعادل في التيارين السالب والموجب وحسب التعبير الصيني اليين واليانج وبهذا تتم عملية معادلة الطاقة polarity . قفا اليد اليمنى يحتوي على الطاقة السلبية بعكس باطن اليمنى وقفا اليد اليسرى يحتوى على الطاقة الموجبة بعكس باطن اليد اليسرى.. الجهة الخلفية من الرأس تحتوي على التيار السالب واذا وضعنا باطن اليد اليمنى على الجزء الاسفل من الرأس ووضعنا باطن اليد اليسرى على الجزء الأمامي من الرأس جهة الجبهة نحرك الطاقة الطبيعية في الرأس وهذا يعمل على معادلة الطاقة في الجسم كله ويستعمل دائما في البولاريتي POLARITY . واذا عكسنا هذا الوضع أي وضعنا باطن اليد اليسرى على الجزء الاسفل من الرأس ووضعنا باطن اليد اليمنى على الجزء الأمامي من الرأس نخفض مستوى الطاقة ونشعر بالضيق والانزعاج والضعف العام . هنا يجب أن نتذكر أننا اذا أردنا ضغط نقطة ما لايقاف الألم يجب أن نستعمل اليد اليسرى أي المهدئة والمسكنة اذا أردنا أن نرسل طاقة منشطة شافية لعضو ما نستعمل اليد اليمنى.

المواضيع

مركز الحجة القائم للدراسات الاسلامية والاستتراتيجية 2016

يتم التشغيل بواسطة Blogger.